تحليل النص المسرحي رابعة وربيع والرحلة المشؤومة لعبد الكريم برشيد
تحليل النص المسرحي رابعة وربيع والرحلة المشؤومة لعبد الكريم برشيد |
تحليل النص المسرحي رابعة وربيع والرحلة المشؤومة
☆ الرصيد المعرفي حول فن المسرح
أمام سرعة التحولات الإجتماعية وجد الأدباء أنفسهم مرغمون على إيجاد جنس أدبي يكون بمثابة المرآة التي تعكس كل مايقع داخل المجتمع ، فوجدو ظالتهم في المسرح الذي هو من فنون النثر وهو أقرب إلى المجتمع من أي فن أدبي أخر ، وقد ظهر هذا الفن داخل حركية تطور أشكال الكتابة النثرية التي تحكمت فيها سياقات التحول الإجتماعي الذي شهدته المجتمعات العربية ، ومن خصائصه القدرة على التفاعل الحسي المباشر عبر تقنيات كالحوار والصراع الدرامي...،ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻓﻨﺎ ﺩﺧﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻘﺪ ﺟﺬﺏ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺨﺬﻭﻩ ﺳﻼﺣﺎ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀ ﻋﻤﻮﻣﻲ ﺣﺮ ﻭﻣﻨﻔﺘﺢ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻤﺪﺗﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ، ومن بين رواد هذ الفن نجد، فرحان بلبل ،توفيق الحكيم وفاطمة رشدي .....، ويعد صاحب هذه المسرحية من كبار المنتجين العرب الذين ساهموا في إغناء فن المسرح .
دلالة العنوان ووضع الفرضية:
•أولا: دلالة العنوان
يحيل عنوان هذا النص المسرحي على علاقة قائمة وممكنة بين المتحاورين ربيع ورابعة، فربيع هو إسم على غير مسمى فهو شاعر فقير وبئيس ومشؤوم وعاطل ورابعة هي رفيقه في الشؤم والبطالة والفقر والشخصيتان قاما برحلة مشؤومة أي رحلة التمثيل التي باءت بالفشل.
•ثانيا: فرضية النص :
بعد قراءتنا للعنوان وبعض المؤشرات الدلالية مثل الشكل الهندسي للنص نفترض أننا أمام نص أدبي نثري حديث ألا وهو فن المسرح الذي يتحدث على ممثلين رابعة وربيع وهما زوجين ومواقفهما المستخلصة من رحلتهما المشؤومة.
□□ الفهم
○ تخليص المتن الحكائي المسرحية:
تبدأ هذه المسرحية بظهور رابعة وربيع وهم متحمسين في التدريب على المسرحية لتقديمها إلى الجمهور، بحيث حاول خلال هذا العمل إبراز حالتهما الإجتماعية والمتمثلة في معاناة ربيع من بطالة وفقر وحرمان هذا رغم خوضه محاولات حاول من خلالها الخروج من هذه الوضعية المزرية إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، لكن رغم هذا الفشل إلا أن ربيع متفاءل بالمسرحية القادمة وهو بأمل أن يكون الغد أفضل ومشرق غير أن رابعة لها نظرة تشاؤمية خاصة اتجاه زوجها التي تعتبره مصدر الشؤم وبالتالي سيظل الحرمان يلاحقهما.
□□□ التحليل
1- الشخصيات وسماتها
- ربيع: متفاءل ، كاتب ، شاعر ، ممثل ، مسرحي ، عاطل ، فقير ، لا يؤمن بالخرفات ، طموح ، مشؤوم ، متزوج
- رابعة: متشائمة ، زوجة ، عاطلة ، ممثلة ، تؤمن بالخرفات ، بائسة ، فقيرة ، يئيسة الفكر ، ترتارة وواقعية .
والعلاقة القائمة بين الشخصيتين هي علاقة اختلاف وتعارض في المواقف والأفكار على الرغم من أنهما زوجين لكن السمة التي تميزهما هي سمة التعارض والتضارب في الأراء والأفكار والمواقف.
2- دلالة الزمان والمكان:
- يشكل حضور الزمكانية في النص دلالة رمزية وإيحائية بحيث يرمز الزمان إلى الحاضر أي أي واقع الممثلين والزوجين ربيع ورابعة وراهينية الوضع الإجتماعي والمأساوي للمتحاورين من فقر وحرمان وبطالة.... أما رمزية المكان فتتجسد في خشبة المسرح ذات الدلالة على وجود حوار وصراع درامي بين الممثلين سواء أكان هذا الصراع فكريا أو نفسيا أو اجتماعيا، كما يدل من جهة ثانية على الوضع الإجتماعي المزري للفنانين عموما والمسرحيين خاصة وما يعيشه الفنان من أوضاع إجتماعية مأساوية.
3- دلالة الحوار في النص:
- ينفرد النص المسرحي عن غيره من الفنون الأخرى بخاصية الحوار، وبتتبعنا لهذه المسرحية نجد أن الحوار بين الشخصيتين في إطار إستقبال الإرسال والأخد والعطاء ، كما أن حوارهما يكون في بعض الأحيان متجها نحو الجمهور لإبراز مدى عمق الإختلاف والتناقض في المواقف والأفكار بين الشخصيتين المتحاورتين لإستخلاص أهم نتائج المسرحية المشتركة.
4- الإشارات النصية (الممثل ، الجمهور ، الديكور)
بتتبعنا لمسرحية عبد الكريم برشيد نجد مجموعة من العناصر الدلالية الدالة على وجود مجموعة من التقنيات المسرحية والأدوات الفنية نذكر منها :
- إشارات دالة على المخرج (هل تظنين أن المخرج سيرضيه تمثيلنا).
- إشارات دالة على الممثل (دور هارون الرشيد).
- إشارات دالة على الديكور (تكسير الخشب).
- إشارات دالة على الإضاءة (قناديل ، الدجى ) وغيرها من الإشارات النصية الأخرى التي تتظافر فيما بينها لتحقق لنا في النهاية مسرحا دو قيمة فنية وجمالية عالية تجعل منه محطة إبداعية متميزة تنظيرا وتجسيدا وفكرة وممارسة.
خلاصة تركيبية :
- إجمالا يمكن القول أن نص رابعة وربيع والرحلة المشؤومة للكاتب عبد الكريم برشيد هو عبارة عن مسرحية يسلط الضوء فيها على الحوار الذي دار بين رابعة وربيع وهم متحمسين في التدريب على المسرحية الجديدة بحيث حاول من خلال هذا العمل إبراز حالتهما الإجتماعية والمتمثلة في الفقر والشؤم والمعاناة والبطالة هذا من حيث المضمون، أما من حيث البناء فقد اعتمد الكاتب في بناء نصه هذا على مجموعة من الخصائص منها اعتماد فضاء الحكاية من زمان ومكان وشخصيات بالإضافة إلى تقنيات الحوار والوصف ، كما أن النص المسرحي جاء في مجمله جاء متماسكا ومنسجما بحيث كانت للروابط اللفظية والمعنوية وظيفة تنظيمية ودلالية ودورا هاما في هذا التناسق والإنسجام .
من إعداد مدونة نديرو اليد فاليد من الحصول على البكالوريا .