(نقدم لكم نموذج تحليلي لقولة من ظاهرة الشعر الحديث:( الامتحان الوطني لسنة 2016 مسلك الاداب والعلوم الإنسانية)
خطوات المنهجية أولا: المقدمة:
ثانيا: العرض:
ثالثا: الخاتمة:
نضعكم الأن مع تحليل لقولة مقتطفة من مؤلف ظاهرة الشعر الحديت
ظاهرة الشعر الحديث كتاب نقدي من أربعة فصول، يعالج تطور الشعر العربي الحديث، ويبين عوامل انتقال الشاعر من مرحلة الإحياء إلى مرحلة التحرر من قيود التقل على مستوى المضمون والشكل، وهو للناق المغربي أحمد المعداوي المجاطي الذي ولا سنة 1936 بالدار البيضاء، نال شهادة الإجازة بجامعة دمشق بسوريا، نال دبلوم الدراسات العليا سنة 1971، ودكتوراه الدولة سنة 1992 بكلية الآداب بالرياط، كان أستاذا جامعيا بفاس والرباط، وحصل على جائزة ابن زيدون بإسبانيا سنة 1985، وجائزة المغرب الكبرى للآداب عن ديوانه "الفروسية"، ومن كتبه الأخرى "أزمة الحداثة في الشعر العربي"، وكتاب "ظاهرة الشعر الحديث" .
- ما موقع القولة ضمن المؤلف ؟
- وما خصائص الشكل التي توسل بها الشاعر الوجداني للتعبير عن تجربته الوجدانية ؟
- وما هو المنهج المعتمد في دراسة الشعر الوجداني ؟
- وأين تكمن قيمة مؤلف"ظاهرة الشعر الحديث ؟
-تتموضع القولة التي بين أيدينا ضمن الفصل الأول الذي تطرق فيه المجاطي إلى التطور التدريجي في الشعر العربي، وقد وردت بالتحديد في قسمه الثاني المعنون ب"نحو شكل جديد" والذي خصصه لإبراز خصائص شكل القصيدة الوجدانية ومميزاتها. وهذه القولة تشير إلى اعتماد الشاعر الوجداني في تعبيره عن تجربته الذاتية أشكالا جديدة مختلفة عن ما ألفناه من أشكال تقليدية مع التيار الإحيائي، ويمكن أن نجمل خصائص الشكل التي خصها المجاطي بالذكر فيما يلي: على مستوى اللغة، صارت لغة الشعراء الذاتيين متسمة بالسهولة والبساطة، مقتربة من لغة التواصل اليومي، عكس لغة الإحيائيين الفخمة والصلبة التي تنحو منحى القدماء.
أما بخصوص الصور الشعرية فقد صارت نابعة من التجربة الذاتية للشاعر وليست مأخوذة من الذاكرة، معبرة بذلك عن أحاسيسه ومشاعره، ومعوضة ما عجزت عنه الأساليب اللغوية المباشرة.
أما إيقاعيا فصرنا نشهد بعض الشعراء ينوعون في القوافي والأروية تبعا لتنوع أفكارهم وعواطفهم، ويعتمدون نظام المقاطع الشعرية، كما نجد من مزج بين بحرين شعريين كما فعل إيليا أبو ماضي في قصيدة المجنون. و يتجلى تجديد الوجدانيين أيضا في البناء حين دعوا إلى ما عرف بالوحدة العضوية، فقد أراد الشاعر أن يجعل قصيدته كائنا حيا لكل عضو فيه دوره المتميز. الشيء الذي جعل من التجربة الوجدانية تجربة شعرية متميزة شكلا ومضمونا.
هذا، وقد اعتمد المجاطي في دراسة الشعر الوجداني على منهج تاريخي تمثل في تتبع التحول الذي مس القصيدة الوجدانية، وما طرأ عليها تجديد في الشكل والمضمون مقارنة مع التيار الإحيائي، كما وظف المنهج الاجتماعي حين ربط ظهور التيار الذاتي بمجموعة من الظروف الاجتماعية السائدة في المجتمع العربي.
ويمكن القول في الختام، إن مؤلف ظاهرة الشعر الحديث يكتسي أهمية كبرى باعتباره واحدا من الدراسات المبكرة التي تناولت الشعر الحديث بالمقاربة والتحليل، إلى جانب دراسات أخرى بارزة لعز الدين اسماعيل ونازك الملائكة ومحمد النويهي... كما تعود قيمته إلى ما يتسم به من تكامل منهجي، ينمّ عن تكوين ثقافي ومعرفي كبير للكاتب أحمد المجاطي، ولذا يمكن اعتبار المؤلَّف إضافة نوعية كبيرة للمكتبة النقدية العربية.