تحليل نص ''سؤال الذات في الرومانسية العربية '' للكاتب: سيد حامد النساج ''

تحليل نص سؤال الذات في الرومانسية العربية للكاتب: سيد حامد النساج

نقدم لكم تلاميذنا الأعزاء تحليل رائع وجميل للنص النظري "سؤال الذات في الرومانسية العربية للكاتب سيد حامد النساج للثانية بكالوريا شعبتي الأداب والعلوم الإنسانية.



◇ الرصيد المعرفي حول المدرسة الرومانسية

ظهرت المدرسة الرومانسية في العالم العربي مع مطلع القرن العشرين بهدف رد الاعتبار إلى الذات المهمشة و جعلها مصدرا لإلهام الشاعر ،كما كانت وراء ظهورها عدة عوامل باعتبارها تجربة شعرية جديدة دعت أولا إلى اتخاد الذات مصدر الإلهام والإبداع متجاوزة بذلك خطاب البعث والإحياء وأتباعه مثل البارودي وشوقي وحافظ إبراهيم وغيرهم...،وطبيعي أن يأتي الشعر الرومانسي العربي كنتيجة طبيعية إلى تأثر رواد هذا الخطاب بأعلام الخطاب الرومانسي الغربي أمثال فيكتور هيكو ولمزيني بحيث جعلوا الذات بؤرة  اهتمام الشاعر الرومانسي ومشاعرها وآهاتها وإرهصاتها،أي كل ما يتعلق بالذاتالإنسانية ولا شيء غير الذات وهكذا وجدنا مجموعة من الشعراء ينظمون في مدارس أدبية وشعرية نذكر منها: مدرسة الديوان ،مدرسة أبولو ، مدرسة الرابطة القلمية لشعراء المهجر.

© الملاحظة

 1- دلالة العنوان :

سؤال الذات : هي الألة التي تتميز بطابع الخصوصية والإنفراد،الرومانسية العربية : هي حركة أدبية ظهرت استجابة لعوامل موضوعية في إطارها أصبح الأدب تعبيرا عن الخصوصية،ومن هنا تمت الإشارة إلى المدرسة الرومانسية الذاتية التي قامة كردة فعل على الكلاسيكية،هذه المدرسة تروم إلى التغني بالذات والهروب إلى عالم الغاب،ومن ثم فالعنوان إشارة إلى المدرسة الرومانسية في الحركة الشعرية الحديثة.

2- فرضية النص :

انطلاقا من العنوان وبداية النص ونهايته نفترض أن موضوعه  سيندرج حول سؤال الذات في الرومانسية العربية.

© الفهم

® تكثيف مضمون النص :

- يبين لنا الكاتب في هذا النص الاختلاف بين المدرسة الرومانسية والمدرسة التقليدية،إذ أكد على أن المدرسة الرومانسية هي معبرة عن الذات الشاعرة التي كانت أحاسيسها مكبوتة في الشعر التقليدي الذي انحسر في مدح طبقة معينة من المجتمع،واعتبرو  شعراء الحركة الرومانسية أن الحب هو أساس الحياة البشرية وقد غدا الشعراء الرومانسون إلى عالم الغابة باعتبارها عالم صادق وهادئ على عكس عالم المدينة المليئ بالضوضاء والتوترات الخانقة.

© التحليل 

- اختلاف مفهوم الأدب حسب الكاتب بين المدرستين التقليدية والرومانسية،ويمكن أن نبرز هذا الإختلاف بين المدرستين على الشكل التالي:
- مفهوم الذات ووظيفة الأدب عند المدرسة التقليدية: التقليد والمحاكاة للقدمى،وظيفة الأدب عندهم  تتجلى في التعبير عن الجماعات والواقع.
- مفهوم الذات ووظيفة الأدب عند المدرسة الرومانسية: تعبير عن الذات،وظيفةالأدب عندهم تتجلى في التعبير عن الفرد اي التعبير عن الذات الإنسانية الشخصانية.

© المستوى الدلالي :

تناول الرومانسيون في أشعارهم موضوع الذات،بحيت شكلت النزعة الذاتية أهم المحاور الرئيسية التي تطرق إليها الرومانسيون،لذا وجدنا هذا النص يحفل معجمه النقذي بألفاظ وعبارات من هذا السياق. بحيت وجدنا الكاتب قد وظف حقليين احدهما  دال على الذات والثاني دال على الأحاسيس والمشاعر،ويمكن أن نمثل ذالك على الشكل التالي :
- حقل دال على الذات : سؤال الذات ، الذات الفردية ، التعبير عن الذات ، الكيان - النفس ، القدرات الفردية.
- حقل دال على الأحاسيس والمشاعر : الوجدان ، الخب ، العواطف ، الأوجاع ، الأحلام ، الانفعالات ، الشعور ، الغرائز ، الآلام ، العدات .

© الخصائص المنهجية والأسلوبية في النص :

- اعتمد الكاتب حامد النساج على اسلوب استنباطي انطلاق فيه من العام إلى الخاص،حيت قام بتحديد الجانب الإيجابي الذي شكل تورة عن المدرسة التقليدية في الأدب والفن،وفي هذا السياق اعتمد على اساليب إقناعية حجاجية من قبيل أسلوب الشرح والتفسير والمقارنة والتعريف،وغيرها من الأساليب الحجاجية الأخرى،بحيت فسر مميزات وموضوعات الرومانسية مبررا أهم موضوعاتها الذي يتمحور حول تيمة الحب وهو أهم موضوع تناوله الرومانسيون الذي يمثل اعمق العواطف الإنسانية جدورا في الكيان النفسي للتعبير عن النفس،كما قارن بين الرومانسية والتقليدية بحيت أن أهم ما يميز الرومانسية باعتبارها اتجاه أدبي جديد في الشعر وتمحورها حول الذات والفرد.
ومن مميزات هذا النص أنه جاء متماسكا ومترابطا بحيت يقوم على التسلسل المنطقي والموضوعي في عرض أفكاره، وقد حققت الروابط اللفظية والنعنوية سواء بين الجمل والفقرات تماسكا وترابطا واتساقا.

© خلاصة تركيبية :

إجمالا يمكن القول أن نص سؤال الذات في الرومانسية العربية للكاتب سيد حامد النساج مقاربة نقذية تحليلية يسلط فيها الضوء على الإتجاه الرومانسي من خلال مميزاته ونظرته للأدب ومفهومه،وكذا المدارس التي تبنت هذا الإتجاه.هذا من حيت المضمون،أما من حيت البناء فقد اعتمد الناقد في بناء نصه على التدرج والتسلسل موظفا اسلوبا استنباطيا ولغة تقريرية مباشرة تهدف إلى إقناع المتلقي.

 عماد الدين زهير
عماد الدين زهير
من هو عماد الدين؟عماد الدين، مدون مغربي ومؤسس موقع نديروا اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا، حاصل على شهادة البكالوريا في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية سنة 2015، كما نال شهادة الإجازة في القانون الخاص.جاءت فكرة تأسيس هذا الموقع من إيماني العميق بأهمية التضامن المعرفي، وسعيًا لمد يد العون لتلاميذ البكالوريا، عبر تقديم محتوى تعليمي يُسهم في تمكينهم من النجاح والتفوق الدراسي.
تعليقات