تحليل نص "بنية القصيدة الحداثية''لإبراهيم خليل (ص: 76)
◇ الرصيد المعرفي حول حركة تكسير البنية وتجديد الرؤيا
عرف الشعر العربي ابتداءا من خمسينيات القرن العشرين تحولات فنية وجمالية استطاع بواسطتها الشعراء تجاوز القصيدة العربية التقليدية، وذلك عن طريق تكسير شكلها النمطي الصارم، وبنيتها الفنية المتوارثة منذ أقدم العصور الأدبية، سواء على مستوى المعجم، أو مستوى الإيقاع، أو مستوى الصور الشعرية، وذلك تأثرا بمخلفات الحرب العالمية الثانية ونكبة فلسطين، والنكسة، والتأثر أيضا بالفلسفةالوجودية خاصة عند جون بول سارتر، وترجمة أعمال بعض الشعراء الغربيين ( قصيدة الأرض الخراب لتوماس إليوت)، والتباس الرموز والأساطير من الآداب العالمية والموروث الشعبي، وقد أملت كل هذه الظروف والعوامل التي عاشها الشعراء في تلك الفترة إعادة النظر في جميع المثل والقيم التي كانوا يعتقدونها، فرأى الشعراء ضرورة تغيير كل النماذج المحتذاة، لأنها لم تستطع مواكبة التحولات المستجدة، ولابد للشاعر الحديث إذا أراد التعبير عن قضايا عصره من أن ينفلق من أسر عمود الشعر، وينطلق في رحابة شكل جديد يتيح له إمكانية التعبير عن قضايا عصره. ومن أهم شعراء هذا التيار تجد نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، والبياتي، وأحمد مطر، وصاحب النص قيد الدراسة والتحليل من أبرر النقاد المنظرين لحركة تكسير البنية وتجديد الرؤيا .
◇ الرصيد المعرفي حول حركة تكسير البنية وتجديد الرؤيا
عرف الشعر العربي ابتداءا من خمسينيات القرن العشرين تحولات فنية وجمالية استطاع بواسطتها الشعراء تجاوز القصيدة العربية التقليدية، وذلك عن طريق تكسير شكلها النمطي الصارم، وبنيتها الفنية المتوارثة منذ أقدم العصور الأدبية، سواء على مستوى المعجم، أو مستوى الإيقاع، أو مستوى الصور الشعرية، وذلك تأثرا بمخلفات الحرب العالمية الثانية ونكبة فلسطين، والنكسة، والتأثر أيضا بالفلسفةالوجودية خاصة عند جون بول سارتر، وترجمة أعمال بعض الشعراء الغربيين ( قصيدة الأرض الخراب لتوماس إليوت)، والتباس الرموز والأساطير من الآداب العالمية والموروث الشعبي، وقد أملت كل هذه الظروف والعوامل التي عاشها الشعراء في تلك الفترة إعادة النظر في جميع المثل والقيم التي كانوا يعتقدونها، فرأى الشعراء ضرورة تغيير كل النماذج المحتذاة، لأنها لم تستطع مواكبة التحولات المستجدة، ولابد للشاعر الحديث إذا أراد التعبير عن قضايا عصره من أن ينفلق من أسر عمود الشعر، وينطلق في رحابة شكل جديد يتيح له إمكانية التعبير عن قضايا عصره. ومن أهم شعراء هذا التيار تجد نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، والبياتي، وأحمد مطر، وصاحب النص قيد الدراسة والتحليل من أبرر النقاد المنظرين لحركة تكسير البنية وتجديد الرؤيا .
© الملاحظة :
1- دلالة العنوان :
يتكون العنوان من ثلاث كلمات تحيل على موضوع النص، فالبنية هي هيكل النص وهو هنا القصيدة الشعرية، أما الحداثة فهي مصطلح كثرت تعريفاته ولكن أغلب هذه التعريفات تشير إلى معنى التطور والتجديد .
2- فرضية النص :
على ضوء قرائتنا للعنوان وبداية النص ونهايته نفترض أنه سيتمحور حول البناء الجديد للقصيدة العربية الحديثة من خلال تكسيرها للبنية الإيقاعية والدلالية والتركيبية، وهذه القصيدة هي ما اصطلح عليها بالشعر الحداتي أو الشعر الحديث أو شعر التفعيلة أو اشعر الحر التي جاءت بمثابة تورة على جميع المستويات.
© الفهم
* تكثيف مضمون النص :
تعتبر الحداثة الشعرية حسب الكاتب إبراهيم خليل شكلية فنية أكثر منها ذهنية أو فكرية أو خلقية، بحيت ابتعدت الحداثة الشعرية كل الإبتعاد عن مفهوم الأداء الخطابي لكونه يقلل من وهج الشعرية في القصيدة ويقربها من النثري وبذلك نجد الكاتب يخالف كل من الشاعرة نازك الملائكة والناقد عبد الله الغداني اللدان اعتبرى القصيدة الحداثية مجرد ثورة عروضية كما انتقلت حداثة القصيدة من البحر العروضي ذي القالب الوزني الصارم إلى السطر الشعري الغير المغلق، كما قام الكاتب بمقارنة بين القصيدتين القديمة والحديتة وقد تستنتج على ضوء هذه المقارنة أن هناك اختلاف كبيرا بين القصيدتين على جميع المستويات والأصعدة ، كما تتبع إبراهيم خليل خصائص البنية الشعرية للقصيدة الحداثية وما لحقها من تحولات إبداعات وتغيرات مختلفة سواء على المستوى الإيقاعي أو على المستوى الانزياح الأسلوبي أو على المستوى التركيبي، وفي الأخير يخلص الكاتب إلى القول بأن البحث في بنية القصيدة الحداثية لا حصر له ولاستقصاء ولا ضبط.
® التحليل
1- المستوى الدلالي :
تطرق إبراهيم خليل في هذا النص لبنية القصيدة الحداثية بالدرس والتحليل والمناقشة وما عرفته من تحولات وتغيرات لاحقتها بالأساس على أكثر من مستوى فلم تكن تورة عروضية فحسب، وإنما كانت ثورة إيقاعية وتركيبية ومعجمية، وقد تبنى الكاتب في تحديد معالم بنية القصيدة الحداثية معجما نقذيا ، يمكن أن نمثله من خلال الجدول الثالي :
- الحقل الدال على القصيدة الحداتية : الشعر الحداثي ، الحداثة ، بنية القصيدة الحداثية ، الثورة اعروضية ، الانزياح الأسلوبي ، الوحدة العضوية ، الدفقة الشعورية ، القصيدة المدورة ، اللغة المحكية .
- الحقل الدال على الثرات النقدي القديم : الأداء الخطابي ، البحر العروضي ، جزالة اللفظ ، الوزن الصارم ، وحدة البيت ، التركيب اللغوي ، المعجم القديم ، الفصيح
2- الجانب المنهجي والأسلوبي للنص :
- إعتمد الكاتب في هذا النص على منهج استنباطي انطلق فيه من العام إلى الخاص،حيت قام بتحديد الجانب الإيجابي لبنية القصيدة الحداثية، وفي هذا السياق اعتمد على أساليب إقناعية حجاجية من قبيل أسلوب التعريف والمقارنة والوصف وغيرها من الأساليب الحجاجية الأخرى، وذلك لإقناع القارئ بنظريته.وقد اعتمد الكاتب كذلك على روابط لفظية ومعنوية ساهمت في تماسك النص وانسجامه وعناصر تقريرية مباشرة كالجمل السهلة و القصيرة وغلبت على النص الجمل الخبرية.
© خلاصة
إجمالا يمكن القول أن نص بنية القصيدة الحداثية للكاتب إبراهيم خليل مقاربة نقذية تحليلية سلط فيها الضوء على خصائص البنية الشعرية للقصيدة العربية الحديثة ومميزاتها وشكلها ومضمونها ومالحقها من تحولات وتغيرات مختلفة على عدة مستويات منها الميتوى الموسيقي والمعجمي والتركيبي الانزياح الأسلوبي هذا من حيت المضمون،أما من حيت البناء فقد اعتمد الناقد في بناء نصه على التدرج والتسلسل موظفا اسلوبا استنباطيا ولغة تقريرية مباشرة تهدف إلى إقناع المتلقي.