تحليل نص فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة لأحمد المريني

 تحليل نص فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة لأحمد المريني  



تلاميذنا الأعزاء نقدم لكم تحليل رائع وممتاز للنص النظري ''فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة'' للكاتب : أحمد المريني

◇ الرصيد المعرفي حول فن القصة

ﻳﻌﺪ ﻓﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺃﺭﺳﺖ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺼﺮ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺰﺍﺣﻢ ﻭﺗﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ، ﻭﺗﻜﻤﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺷﻜﻞ ﺃﺩﺑﻲ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻌﻀﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺻﻮﻥ( نجيب محفوظ ، عبد الكريم غلاب ، ويوسف ادريسي).ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍلكاتب أحمد المزيني‏ ‏ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻭﺗﻤﺜﻴﻠﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻭﻟﻌﻞ نصه ﻫﺬا ﺍلذي ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﺧﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذلك

® قراءة في العنوان ووضع فرضية النص

1- دلالة العنوان

بتأملنا للعنوان نجده يتكون من مكونين دلاليين،المكون الأول القصة القصيرة،والمكون الثاني التقنية القصصية الحديثة.فالعنوان إذن إشارة قوية إلى كون القصة القصيرة عرفت في البداية معايير فنية محددة لكن مالبتت هذه المعايير والتقنيات أن عرفت تطورا ملموسا وتغيرا فنيا وجماليا.

2-فرضية النص:

على ضوء قراءتنا للعنوان وبداية النص ونهايته نفترض أنه مقالة نقدية أدبية تتحدت عن فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة.

© الفهم

* تكثيف مضمون النص

- ابتدأ صاحب النص نصه بالحديث عن مراحل ظهور القصة القصيرة وبالتحديد ظهرت أواخر القرن الماضي،كما يهدف هذا النص النظري إلى تقديم خصائص القصة القصيرة  كما قسمها الكاتب أحمد المديني إلى نوعين، النوع الأول وهي القصة التي تتميز باستخدام المعايير التقليدية منها:
-القيام برواية خبر مؤثر وتماسك أجزاء الخبر عضويا من أجل توفير الوحدة الفنية.
- أن يكون العمل القصصي ذا بداية ووسط وحل والتوفر على عناصر العمل القصصي وهي الشخصية للوصول إلى لحضة التنوير،واعتماد نسيج للقصة الذي يتمثل في وسائل مثل اللغة،والحوار،والوصف والسرد.

أما النوع الثاني فيتمثل في تلك القصة التي تتميز باستخدام التقنية الحديثة،والمقصود بالتقنية الحديثة،هي المتغيرات التي طرأت على البناء القصصي وعلى الأسلوب وطرق الأداء،ومن ذلك التخلي على المرحل الثلاث، بداية ، ووسط، ونهاية، وتغيير ترتيبها ثم تغيير مفهوم العقدة أو انعدامها ، ناهيك عن التخلي عن النهاية التي تقدم الحل وتعويضها بنهاية مفتوحة تتطلب التخمين ،واقتراب لغة القصة من اللغة الشعرية الإيحائية واستخدام تقنيات مثل التداعي والحوار الداخلي.ليختتم الكاتب نصه بالحديث عن بعض الروائيين الأروبيين والمغاربة والعرب الذين عملوا جاهدين بالدفع بهذا الإتجاه إلى الأمام وتمثيله أحسن تمثيل.

® التحليل

1- المستوى الدلالي المعجمي :

على ضوء قراءتنا للنص نجده يحفل بالكثير من المصطلاحات والألفاظ الدالة على فن القصة القصيرة، سواء ما تعلق بالمصطلاحات الدالة على المقاييس الكلاسيكية أو نظيرتها الدالة على التقنية الحديثة ، ويمكن أن نمثل ذلك من خلال الجدول الثالي:
 

/المقاييس الكلاسيكية/ :                           

- توفر على وحدة فنية.                                  
- أن تكون القصة ذات أثار انطباعي.                
- الإعتماد على البداية والوسط والنهاية.                 
- التوفر على الشخصية لحظة التنوير و نسيج القصة 
- التوفر على فضاء زماني ومكاني.                   

/ التقنية الحديثة/ :                                

- تحطيم الأقاتيم التلاثة البداية ،الوسط ،النهاية            
- إلغاء الحكاية وفقدان المعنى.                                 
- استخدام تيار الوعي أو الشعور.                               
- تجاوز مفهوم النهاية والإعتماد على الحوار الداخلي والأرتقاء بالمستوى السيكولوجي للإقتراب من اللغة الشعرية.                                        
                            
من خلال ملاحظتنا الأولية لهذا الجدول نجد أن العلاقة القائمة بين الحقلين هي علاقة اختلاف وتباعد، نظرا لكون القصة الفصيرة عرفت مجموعة من التغيرات الفنية والموضوعية بين الأمس واليوم.

2- الطريقة المعتمدة في بناء النص والأساليب الموظفة في النص في طرح القضية المطروحة.

إعتمد الكاتب في بناء نصه هذا على منهج استنباطي، انطلق فيه من العام إلى الخاص حيت بدأ بالحديت عن فن القصة القصيرة ،ثم انتقل إلى الحديت  عن  التغيريات التي مست القصة القصيرة.وفي هذا السياق إعتمد على أساليب حجاجية إقناعية من قبيل أسلوب التعريف والمقارنة والوصف والشرح والتقسير والتمثيل وغيرها من الأساليب الحجاجية الأخرى ، وذلك لإقناع القارئ بنظريته وقد اعتمد الكاتب كذلك على روابط لفظية ومعنوية ساهمت في تماسك النص وانسجامه.

®خلاصة تركيبية

- إجمالا يمكن القول بأن نص فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة للكاتب أحمد المريني هو مقاربة نقدية تحليلية سلط فيها الضوء على التغيرات التي مست القصة القصيرة على جميع الجوانب والمستويات هذا من حيث المضمون ، أما من حيث البناء فقد اعتمد الكاتب في بناء نصه على التدرج والتسلسل موظفا اسلوبا استنباطي ولغة تقريرية مباشرة تهدف إلى إقناع المتلقي. كما أن النص في مجمله جاء متماسكا ومنسجما بحيث كانت للروابط اللفظية والمعنوية وظيفة تنظيمية ودلالية ودورا هاما في هذا التناسق والإنسجام.

 عماد الدين زهير
عماد الدين زهير
من هو عماد الدين؟عماد الدين، مدون مغربي ومؤسس موقع نديروا اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا، حاصل على شهادة البكالوريا في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية سنة 2015، كما نال شهادة الإجازة في القانون الخاص.جاءت فكرة تأسيس هذا الموقع من إيماني العميق بأهمية التضامن المعرفي، وسعيًا لمد يد العون لتلاميذ البكالوريا، عبر تقديم محتوى تعليمي يُسهم في تمكينهم من النجاح والتفوق الدراسي.
تعليقات