تحليل نص مبارزة للكاتب إبراهيم بوعلو (ص:150)

تحليل رائع وممتاز  لنص "مبارة " للكاتب إبراهيم بوعلو (ص: 150).



تلاميذنا الأعزاء تلميذاتنا العزيزات نقدم لكم تحليل رائع وممتاز للنص القصصي " مبارزة " للكاتب المغربي ابراهيم بوعلو (ص: 150).

◇ الرصيد المعرفي حول فن القصة

ﻳﻌﺪ ﻓﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺃﺭﺳﺖ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺼﺮ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺰﺍﺣﻢ ﻭﺗﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ، ﻭﺗﻜﻤﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺷﻜﻞ ﺃﺩﺑﻲ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻌﻀﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺻﻮﻥ( نجيب محفوظ ، عبد الكريم غلاب ، ويوسف ادريسي).ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ إبراهيم بوعلو‏ ‏ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻭﺗﻤﺜﻴﻠﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻭﻟﻌﻞ نصه ﻫﺬا ﺍلذي ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﺧﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذلك.

■ دلالة العنوان وفرضية النص

1- دلالة العنوان  :

يتكون عنوان النص من كلمة واحدة وهي مبارزة وجاءت غير معرفة وغير معروفة ومن الدلالات التي يمكن أن تحيل عليها هذه الكلمة أن هناك وجود صراع و قتال ومواجهة وتحدي ، ومحاولة لإثبات الذات أمام خصم أخر.
 

2- فرضية النص  :

على ضوء قراءتنا للعنوان وبداية النص ونهايته نفترض أن النص عبارة عن قصة قصيرة سيتمحور موضوعها حول الصراع بين طرفين وكل واحد منهما يحاول أن ينتزع الفوز ويثبت ذاته.

 

■■ الفهم

● تلخيض المثن الحكائي للقصة :

في بداية القصة دعا الخصم  البطل إلى القيام بمبارزة بالسيوف الحقيقية ، مما جعل هذا الأخير  في حيرة من أمره ، فإما أن يقبل هذه المبارزة التي لا يعرف سببها كما لا يعرف صاحبها و بالتالي قد يتعرض للموت ، و إما يرفض و في هذه الحالة سيفقد شرفه أمام أصدقائه و أمام خطيبته ، لذلك حاول مرارا أن يجد حلا مناسبا يخرج به من هذه الورطة ، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل عندما أصر خصمه على القتال و لم يتدخل أصحابه لمساعدته ، فقرر خوض المبارزة رغم أنه لم يتدرب إلا على سيوف خشبية ،  فواجه خصمه مواجهة البطل المقدام ، و فجأة صاح في وجه عدوه صيحة استيقظ معها من نومه فزعا و هو يلعن الدون كيشوت  و طواحين الهواء التي كان يقاتلها .
 

☆ التحليل 

○ مقومات النص القصصي :

1- الشخصيات :

تتجلى القوى الفاعلة في قصة ابراهيم بوعلو أساسا في شخصية البطل المهان ، إذ يتفاعل هذا البطل مع  شخصيات أخرى سلبا وإيجابا والمتمثلة في الخصم ،الأصدقاء ، الخطيبة ، أخت البطل ، وتتميز علاقة البطل بخصمه بالتحدي والمواجهة والصراع وإثبات الذات ، أما فيما يخص علاقة البطل بأصدقاءه فهي علاقة متأرجحة بين الإخلاص والوفاء من جهة ، والخبانة واللامبالات من جهة ثانية ، أما علاقته مع خطيبته فهي علاقة حب ومساندة ودعم نفسي ومعنوي ، أما علاقته بأخته فهي علاقه قرابة دموية وحب ومساندة ودعم.

 

2- الخطاطة السردية: 

- لحظة البداية : تتمثل في وجود البطل في موقف محرج وأن شرفه سيهان .

- لحظة الوسط : وتتجلى في دخول البطل في اضطراب نفسي وقلق شهوري من جراء دعوته للمبارزة.

- لحظة النهاية : تتجلى في استقاظ البطل من نومه مذعورا فزعا .

3- المكان:

يعتبر المكان مجالا خصبا لحركة الشخوص وتفاعلهم مع الحدث، وبالرجوع إلى النص نستطيع من خلال مؤشراته السردية ومتوالياته الحكائية أن نستشف أن مكان هذه القصة هو الغابة البعيدة عن المدينة ، فالغابة هي التي جسدت كل حركات الشخصيات وانفعالاتهم وتفاعلهم  مع الحدث .
 

 4- الزمان:

يعتبر الزمان عنصرا أساسيا في بناء القصة فهو الذي يؤطر الأحداث وحركات الشحصيات في القصة وبتأملنا لقصة مبارزة للقصاص المغربي محمد ابراهيم بوعلو نستشف أن زمنها هو زمن يتوافق مع الزمن النفسي الداخلي للبطل على اعتبار أن أحداث هذه الرواية التي يسردها البطل هي أحداث وقعت أثناء نومه أي خلال الزمن اللاشعوري .
 

 5- رؤية السارد:

تنقسم الرؤيا السردية إلى ثلاثة أقسام وهي الرؤيا من خلف ، والرؤيا مع ، والرؤيا من الخارج. وبعودتنا لهذه القصة نستشف أن الرؤية السردية المهيمنة في هذا النص القصصي هي الرؤيا من الخلف أي أن السارد عارف وعالم بكل شيء عن البطل وينفد إلى أعماقه ومشاعره، إضافة إلى استعمال ضمير الغائب.

خلاصة تركيبية:

إجمالا يمكن القول أن نص " مبارزة " للكاتب المغربي إبراهيم بوعلو هو عبارة عن قصة قصيرة يسلط فيها الضوء على حلم البطل الذي رأى في منامه أنه مطلوب للمبارزة مع خصم لايعرفه وليس بينهما عداوة هذا من حيث المضمون ، أما من حيث البناء فقد اعتمد الكاتب في بناء نصه على مجموعة من الخصائص منها اعتماذ فضاء الحكاية من زمان ومكان وشخصيات وتوظيف الحدث الذي يتطور ليصل إلى العقدة ثم الحل بالإضافة إلى تقنيات السرد والحوار والوصف ،شخصيا أوافق الكاتب فيما دهب إليه في كون القصة بقيادة الكاتب إبراهيم بوعلو ومن جاء بعده من الكتاب والقصاصون كان له أثر كبير ودور بليغ في الدفع بهذا الفن إلى الأمام وتمثيله أحسن تمثيل ، والجميل في الأمر الذي أثار انتباهي وإعجابي هو إلتزام الكاتب إبراهيم بوعلو في قصته هذه بالخصائصالتقليدية لهذا الفن على جميع المستويات.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-