ملخص رائع وممتاز لمفهوم الغير بجميع محاوره من مجزوءة الوضع البشري سهل للحفظ
◇ مجزوءة الوضع البشري
مفهوم الغير
المحور الاول : وجود الغيرٌ
اشكالية المحور:
هل وجود الغير ضروري أم غير ضروري لوجود الأنا ؟ وهل يتحدد وجوده كذات أم كموضوع ؟
▪المفاهيم الفلسفية لهذا المحور :
- مفهوم الغير : هو ذات مفكرة مثلي أو الأنا الذي ليس أنا ، وهو الذي يشبهني ويختلق عني .
- مفهوم الوجود : الحضور الواقعي للأشياء والأشخاص في العالم وتجليها المادي فيه.
◇المواقف الفلسفية لهذا المحور
● موقف الفيلسوف سارتر( يؤسس موقفه على أن وجود الغير ضروري لوجود الأنا )
يؤكد سارتر أن وجود الغير ضروري لوجود الأنا لتحقق وعيها بذاتها، فرغم أن وجود الغير يحد من حرية الأنا ويفقدها عفويتها وتلقائيتها، إلا أنه يبقى ذلك الوسيط الذي لا غنى عنه بين الأنا وذاتها. إن نظرة الغير إلى الأنا هي التي تمكن هذه الأخيرة من الوعي بكثير من حالتها النفسية والسلوكية كتجربة الخجل مثلا، التي ما كان من الممكن أن يحصل للأنا الوعي بها لولا النظرة التي تتعرض لها أثناء اللقاء.
● موقف الفيلسوف ديكارت ( يؤسس موقفه على أن وجود الغير غير ضروري لوجود الأنا)
يری دیکارت أن وجود الغير غیر ضروري لوجود الأنا ما دام أن الأنا تحقق وجودها وتعي ذاتها بمعزل عن الأخر فخلال تجرية الشك، التي أوصلته إلى حقيقة الكوجيطو " أنا أفكر، إذن أنا موجود " عاشت الأنا الديكارتية عزلة أنطلوجية مطلقة بعيدا عن الآخرين، فوجود الأنا حقيقة يقيتية بديهية لا تقبل الشك أما الغير فوجوده افتراضي قابل للشك.
● موقف الفيلسوف مارتن هايدغر( يؤسس موقفه على أن وجود الغير غير ضروري لوجود الأنا)
يرى الفيلسوف الوجودي مارتن هايدغر أن في وجود الغير يشكل تهديدا لكينونة الذات الخاصة، فوجود الأغيار يعمل على تذويب الاختلافات بين الأنا و الغير . إن الوجود المشترك مع الآخرين يزيف الوجود الأصيل اللذات ، ذلك أن الإنسان في إطار الحياة اليومية المشتركة التي تربطه بالغير يعيش على غرار ما يعيشه الناس ولا يعيش عيشته الذاتية الخاصة، فهو يجد نفسه تحت قبضة الغير و رحمته، يعمل كماويعمل الناس و يقيس الأمور بمقياسهم و يحكم على الأشياء كما يحكمون.
المحور الثاني : معرفة الغير
☆ اشكالية المحور :
هل معرفة الغير ممكنة أم مستحيلة ؟ وهل معرفته يقينية أم مشكوك فيها؟
◇ المفاهيم الفلسفية لهذا المحور :
- مفهوم الغير : ذات مفكرة مثلي أو الانا الذي ليس أنا ، وهو الذي يشبهني ويختلف عني .
- مفهوم المعرفة : فعل توجيه العقل للإحاطة بموضوعات .
◇ المواقف الفلسفية لهذا المحور
●موقف الفيلسوف ماكش شيلر (يؤسس موقفه على أن معرفة الغير ممكنة)
يرى ماكس شيلر أن معرفة الغير ممكنة وذلك من خلال إدراك كلي باعتبار الذات ثنائية تجمع بين الظاهر والباطن، أي إدراك المظاهر الجسدية وادراك الإحساسات النفسية الداخلية، بمعنى أن التعيرات الجسدية کالابتسامة والدموع هي ذاتها إحساسات داخلية. لذلك ينبغي إدراكها كوحدة كلية غير قابلة للفصل أو التجزيئ، وأن هذه المعرفة تتم عبر آلية التعاطف الوجداني والمماثلة.
● موقف الفيلسوف سارتر (يؤسس موقفه على أن معرفة الغير مستحيلة)
يذهب سارتر إلى القول باستحالة معرفة الغير مادام هناك انفصال ، و مسافة عدم بين الأنا و الغير لايمكن تجاوزها ويقدم سارتر مثال النظرة لتوضيح استحالة معرفة الغير، لأن النظر إلى الغير معتاد تشييئه وسلب وعيه ونفي إرادته وحريته وتلقائيته مما يؤدي إلى خلق صراع يستحيل معه كل تواصل ممكن، يقول سارتر : الجحيم هم الأخرون.
● موقف الفيلسوف غاستون بيرجي: (يؤسس موقفه على أن معرفة الغير مستحيلة)
يعتبر غاستون بیرجي أن معرفة الغير مستحيلة، لأن تجربة الأنا الذاتية معزولة في العالم و غیر قابلة للإدراك من طرف الغير فبين الأنا و الغير جدار سميك ، رغم علاقات التعاطف والمشاركة، لايمكن لأي منهما تجاوزه. و في هذا نجده يقول: " هكذا هو الإنسان، سجين في آلامه، ومنعزل لذاته ووحيد في موته، محكوم عليه بأن لا يشبع أبداً رغبته في التواصل، والتي لن يتخلى عنها أبداً "
المحور الثالث : العلاقة مع الغير
○ إشكالات هذا المحور :
ما أساس العلاقة مع الغير ؟ هل هي علاقة صداقة أم علاقة صراع ؟
☆ المفاهيم الفلسفية لهذا المحور:
- مفهوم الغير: ذات مفكرة مثلي أو الأنا الذي ليس أنا ، وهو الذي يشبهني ويختلف عني .
- العلاقة : رابطة مادية أو وجدانية بين شيئين أو شخصين واكثر .
- الصداقة : فضيلة ورابطة إنسانية نبيلة، وشعور لحاجة القيام بعمل الخير تجاه الغير .
- مفهوم الصراع : علاقة قائمة على التعارض وهي مدعاة للعداء والإقصاء الغير وإفقاده وحدته وانسجامه.
◇ المواقف الفلسفية لهذا المحور:
● موقف الفيلسوف إيمانويل كانط (يؤسس موقفه بأن العلاقة مع الغير هي علاقة صداقة)
إن الصداقة حسب إيمانويل كانط هي اتحاد بين شخصين يتبادلان نفس مشاعر الحب والاحترام، وغايتها تحقيق الخير للصديقين الذين جمعت بينها إرادة طيبة، فواجب الصديق تتبية صديقه إلى اخطائه ، لأن الأول يقوم بهذا التنبيه لأجل خير الثاني ، وهذا واجب حب الأول للثاني بينما تشكل أخطاء الثاني تجاة الصديق الأول إخلالا بمبدأ الإحترام بينهما، لا يجب إذز أن تقوم الصداقة حسب كانط على منافع مباشرة ومتبادلة، بل يجب أن تقوم على أساس أخلاقي خالص .
● موقف الفيلسوف أوغست كونت (يؤسس موقفه على أن العلاقة مع الغير هي علاقة صداقة)
يؤكد أوغست كونت أن العلاقة مع الغير إذا تأسست علی الغيرية ونكران الذات و التضحية من أجل الغير فإن ذلك يؤدي إلى ترسيخ مشاعر التعاطف و المحبة بين الناس. فالغيرية فضيلة أخلاقية وقيمة مثلي يتجاوز فيها الإنسان أنانيته وذاتيته وينتصر على غريزته فيحيى من أجل غيره ويذلك تنشأ بين الأنا والغير علاقة نبيلة تقوم على نكران الذات والتضحية .
● موقف الفيلسوف هيجل ( يؤسس موقفه على أن العلاقة مع الغير هي علاقة صراع)
أكد هيجل في جدلية العبد والسيد أن العلاقة بين الأنا والغير قائمة على الصراع الذي يؤدي في النهاية إلى تفاعل الذوات الإنسانية ودخولها في علاقات جدلية ، فالذات لن تأخذ مكانها في الوجود إلا باعتبارها السيد أو العبد. وهذا الصراع مستمر في الزمان والمكان بما أن كل ذات تسعى إلى انتزاع الاعتراف بشكل دائم.
في الأخير نتمنى من الله أن نكون قد وفقنا في تبسيط لكم مفهوم الغير بجميع محاوره إلى أن نلتقي إن شاء الله في الدرس المقبل الذي سنتطرق فيه لأخر مفهوم من مجزوءة الوضع البشري ألا وهو مفهوم التاريخ بجميع محاوره دعمتم في رعاية الله إلى أن نلتقي في الحصة المقبلة إن شاء الله وندعوا جميع تلاميذنا بمتابعة المدونة حتا يصلكم كل جديد نقوم بنشره
مدونة نديرو اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا تتمنى لكم النجاح والتوفيق.