شرح مبسط لمفهوم التاريخ في مجزوءة الوضع البشري بجميع محاوره

 شرح مبسط لمفهوم التاريخ في مجزوءة الوضع البشري بجميع محاوره  


تلاميذنا الأعزاء تلميذاتنا العزيزات،

في درس اليوم، سنختم معًا رحلتنا في مجزوءة الوضع البشري عبر استكشاف أحد المفاهيم الأساسية: مفهوم التاريخ، هذا المفهوم الذي يعكس ماضينا وحاضرنا، ويمهد لنا الطريق لفهم أعمق لوجودنا في هذا العالم.

كما تعلمون، في الحصص السابقة غصنا معًا في مفهومي الشخص والغير، وشرحنا جميع محاورهما. إذا فاتكم شيء أو رغبتكم في مراجعة ما تم شرحه، تجدون كل ذلك في المدونة، واليوم، وفي آخر محطات هذه المجزوءة، سنتعرف معًا على مفهوم التاريخ، هذا الكنز المعرفي الذي سيساعدنا على فهم تطور الإنسان والمجتمعات عبر الزمن.

تابعونا في هذا الدرس المثير، حيث سنكشف معًا عن أبعاد هذا المفهوم الكبير وكيف يؤثر في حياتنا اليوم.


ملخص رائع وممتاز لمفهوم التاريخ بجميع محاوره من مجزوءة الوضع البشري

■ شرح رائع وممتاز لمفهوم التاريخ من مجزوءة الوضع البشري 

في هذا الشرح البسيط والمميز لمفهوم التاريخ من مجزوءة الوضع البشري، غادي نساعدوك تفهم مزيان واحد من المفاهيم المهمة اللي كتجي فالامتحان الوطني، غادي نشرحو ليك شنو هو التاريخ، وشنو هي المحاور ديالو، وشنو هي الأسئلة والمواقف الفلسفية المرتبطة به، الهدف ديالنا هو نبسط ليك الدرس باش تقدر تراجع بسهولة وتحصل على نقطة مزيانة فمادة الفلسفة. تابع معانا الشرح وخليك مركز.

◇ مجزوءة الوضع البشري

 مجزوءة الوضع البشري هي واحد الجزء مهم فمادة الفلسفة، كيهتم بفهم الإنسان: شكون هو، شنو علاقته بالآخرين، وكيفاش كيتطور عبر الزمن. فهاد المجزوءة سبق لينا تطرقنا لمفاهيم الشخص والغير وشرحناهم بالتفصيل، واليوم إن شاء الله غادي نركزو معاكم على مفهوم جديد ومهم: مفهوم التاريخ، من خلالو غادي نحاولو نفهمو كيفاش الإنسان والمجتمعات تبدلات عبر الزمن، وشحال مهم أننا نعرفو ماضينا باش نبنيو مستقبلنا.

مفهوم التاريخ

يتكون مفهوم التاريخ من ثلاثة محاور رئيسية وهي كالتالي:
1- المحور الأول: المعرفة التاريخية
2- المحور الثاني: التاريخ وفكرة التقدم
3- المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ

(باش ما تنساوش هاد المحاور، ركزو معايا مزيان. أول حاجة، خصنا نسولو: واش يمكن لينا نعرفو التاريخ؟ إذن، المحور الأول: المعرفة التاريخية. من بعد، خصنا نسولو: واش التاريخ كيقدم ولا لا؟ هادي هي فكرة المحور الثاني: التاريخ وفكرة التقدم. وفي الأخير، خصنا نسولو: شنو هو الدور ديالي كإنسان فالتاريخ؟ هادي هي فكرة المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ. بهاد الطريقة غادي تحفظو المحاور وما غاديش تنساوها أبداً.)

✔ مفهوم التاريخ

⇐ المحور الأول: المعرفة التاريخية

● شرح المفاهيم الفلسفية لهذا المحور:

- مفهوم المعرفة: فعل توجيه العقل للإحاطة بموضوعات.
- مفهوم التاريخ: هو مجموعة من الأحداث والوقائع في الزمن الماضي وفي علاقتها بالإنسان؛ كل منهما يمكن أن يحدد الآخر.
- المعرفة التاريخية: هي تلك المعرفة المعتمدة على إعادة بناء الوقائع والأحداث السابقة اعتمادًا على الوثائق والمخطوطات.

● إشكالية المحور:

ما التاريخ؟ وهل يمكن معرفته؟ وهل معرفته معرفة علمية قائمة على منهج موضوعي، أم أن المعرفة التاريخية مجرد معرفة سردية وأدبية تعتمد على الخيال؟ وهل هناك صعوبات تواجه المؤرخ أثناء محاولته إعادة بناء التاريخ؟

◇ المواقف الفلسفية لهذا المحور

1- موقف الفيلسوف ريمون أرون (يؤسس موقفه على أن معرفتنا بالماضي معرفة صعبة ونسبية)

يؤكد ريمون أرون أن المعرفة التاريخية هي معرفة نسبية. لأنها لا يمكن أن تدرك الماضي بصفة نهائية مادام أنه لاوجود لماض خالص، فكل ماضي هو ماض مستحضر ومعرفته لا تتأتى إلا عبر البحث و التنقيب و التحقيق.

 كما أن المعرفة التلقائية التي نعرفها بطريقة مباشرة هي سمة أساسية لواقعنا الذي نعيش فيه، بحكم أننا نفهم جميع دلالاته. في حين أن المجتمعات التي عاشت قبلنا لا يتسنى لنا أن نعرف دلالاتها دون توسط منهج المؤرخ و بدلك تنعدم شروط المعرفة التلقائية بها . بالإضافة إلى كون تجربتنا في الماضي لايمكن أن تكون هي تجربتنا في الحاضر. 

وانطلاقا من ذلك فالمعرفة هي إعادة بناء لما كان موجودا ولم يعد وهي عملية تخص زمانا و مكانا محددين.

2- موقف الفيلسوف هنري مارو (يؤسس موقفه على أن المعرفة التاريخية معرفة علمية دقيقة)

يتخطّى هنري مارو التصور التقليدي للتاريخ الذي اختزل هذا المفهوم في كونه مجرد سرد للأحداث الماضية أو عملاً أدبياً يُعيد رواية الماضي بأسلوب حَكائي. إذ يرى مارو أن التاريخ لا يُختزل في نقل الوقائع أو التملي على أنقاض الزمن الغابر، بل يُشكّل معرفة علمية دقيقة ينشئها المؤرخ وفق منهج صارم وأدوات إجرائية مضبوطة.

وفي هذا السياق، يعرّف هنري مارو التاريخ بقوله: "التاريخ هو المعرفة العلمية المكونة عن الماضي..."، مؤكداً أن الحديث عن "علم" التاريخ لا يتم إلا في تعارض جوهري مع المعرفة العامية التي ترتكز على التجربة اليومية البسيطة.

 فالمعرفة التاريخية، في منظور مارو، بناء معرفي مركّب، تتحدد معالمه عبر اتباع منهجية علمية دقيقة، تعد الوسيلة الأنجع لملامسة الحقيقة التاريخية، وتجاوز السطحية والانطباعية التي قد تسم طابع المعرفة العفوية بالماضي.

3- موقف الفيلسوف غاستون غراجي (يؤسس موقفه على أن المعرفة التاريخية ليست معرفة علمية)

يرى غاستون غرانجي على أن التاريخ ليس علما من العلوم الإنسانية. فما هو إلا معرفة نظرية تتأرجح بين الرواية والإيديولوجيا لأن المؤرخ لايعتمد على منهج علمي واحد فتارة يكون عالما لغويا وتارة عالما في الاقتصاد أو السوسيولوجيا ....ومن هنا يمكنه الحصول على معرفة نسبية يشوبها اللبس و الإبهام وبالتالي فالمعرفة التاريخية ليست معرفة علمية يقينية.

⇐ المحور الثاني: التاريخ وفكرة التقدم

● شرح المفاهيم الفلسفية لهذا المحور:

- مفهوم التاريخ: هو مجموعة من الأحداث والوقائع في الزمن الماضي وفي علاقتها بالإنسان؛ كل منهما يمكن أن يحدد الآخر.
- مفهوم التقدم: صفة يمكن أن ترتبط بمجال ما، مثل العلم، حيث كل تغير أو تطور يلحق مجالًا ما، سواء كان كميًا أو كيفيًا، إيجابيًا أو سلبيًا.

● إشكالية المحور:

كيف يسير التاريخ؟ هل بشكل خطي متصل وتراكمي، أم على شكل طفرات وقفزات؟ وهل لفكرة تقدم التاريخ منطق وغاية معينة؟ وهل يخضع لقوانين وحتميات معينة؟

◇ المواقف الفلسفية لهذا المحور

1- موقف الفيلسوف كارل ماركس (يؤسس موقفه على أن التاريخ يسير سيرا تقدميا)

يرى كارل ماركس أن التاريخ يتجه نحو غاية محددة وهي المجتمع الشيوعي،و أثناء اتجاهه نحو هذه الغاية، فهو يتقدم بشكل حتمي ومتصل، ويكون الصراع الطبقي هو المحرك الأساسي للاحداث التاريخية، فتاريخ الحضارة البشرية بدءا بنمط الإنتاج العبودي وصولا إلى نمط الإنتاج الرأسمالي هو تاريخ صراع طبقي، ويحتم هذا الصراع الإنتقال من نمط إنتاج إلى نمط إنتاج آخر أكثر تقدما منه، في افق الوصول إلى الشيوعية حيث تنتفي الملكية الخاصة و الطبقية...

2- موقف الفيلسوف كلود لفي ستراوس (يؤسس موقفه على أن التاريخ عن طفوات فجائية، أي بشكل غير متصل)

يرفض لفي ستراوس الفكرة الماركسية القائمة على الإتصال والتراكم، ويؤكد في المقابل أن التاريخ يتقدم لكن ليس بشكل متصل وتراكمي، فالتقدم يختلف من مجال إلى آخر، فالتقدم الحاصل في الميدان العلمي ليس نفسه في المجال الاخلاقي أو السياسي، ويختلف كذلك التقدم من قارة إلى أخرى ، كما يرفض ستراوس إرجاع التقدم إلى عامل واحد الذي هو العامل الإقتصادي، فبالاضافة إلى هذا العامل هناك عوامل أخرى تساهم في تقدم التاريخ. 

⇐ المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ

● إشكالية المحور:

ما دور الإنسان في التاريخ؟ ومن الذي يتحكم في الآخر؟ الإنسان أم التاريخ؟

◇ المواقف الفلسفية لهذا المحور

1- موقف الفيلسوف هيجل (يؤسس موقفه على أن التاريخ هو الذي يصنع الإنسان)

يرى هيجل أن مكر التاريخ " يجعل الإنسان يعتقد أنه صانع التاريخ غير أن الإنسان لا ينفذ سوى إرادة التاريخ وفق مسار الروح المطلق. فالتصور الهيجلي يرى أن الإنسان مجرد وسيلة في يد الضرورة. أو بالأصح في يد "الروح الموضوعي" الذي يوجهه ليحقق غاياته حتى لو كان هذا الإنسان عظيما فهو لا يصنع التاريخ بقدر ما يصنع التاريخ هذا العظيم.

2- موقف الفيلسوف جان بول سارتر (يؤسس موقفه على أن الإنسان هو صانع التاريخ)

يؤكد جان بول سارتر، أن الناس هم الذين يصنعون التاريخ، وليس شروطهم السابقة، وفي هذا السياق يقول سارتر: “الناس هم الذين يصنعون التاريخ وليس شروطهم السابقة، وإلا سيصبحون مجرد محركين لقوى لا إنسانية ستقوم بالتحكم، من خلالهم في العالم الاجتماعي”.

وهكذا فسارتر ينفي فكرة تحكم ما هو لا إنساني، أي الشروط الواقعية، في الإنسان. زيادة على ذلك، يرى سارتر، أن انفلات التاريخ من الإنسان، ليس معناه أنه لا يصنعه، بل معناه أن الغير يصنعه أيضا، وهذا مضمون قوله : “إذا انفلت مني التاريخ، فليس مرد ذلك إلى كوني لا أصنعه أنا، بل مرده إلى أن الغير يصنعه هو أيضا”. إذن فلإنسان حسب سارتر له دور في التاريخ، وفي صناعته وصناعة أحداثه ووقائعه.


في الأخير نتمنى من الله أن نكون قد وفقنا في تبسيط لكم آخر مفهوم في مجزوءة الوضع البشري. إلى أن نلتقي إن شاء الله في شرح مجزوءة المعرفة التي سنطرق لكم بشرح مفصل وشامل عنها في الحصة المقبلة وستجدونها بالمدونة. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، دمتم في رعاية الله.

مدونة "نديروا اليد فاليد من أجل الحصول على الباكالوريا" تتمنى لجميع تلاميذها النجاح والتوفيق، وتقول لكم نحن معكم وهدفنا


 عماد الدين زهير
عماد الدين زهير
من هو عماد الدين؟عماد الدين، مدون مغربي ومؤسس موقع نديروا اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا، حاصل على شهادة البكالوريا في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية سنة 2015، كما نال شهادة الإجازة في القانون الخاص.جاءت فكرة تأسيس هذا الموقع من إيماني العميق بأهمية التضامن المعرفي، وسعيًا لمد يد العون لتلاميذ البكالوريا، عبر تقديم محتوى تعليمي يُسهم في تمكينهم من النجاح والتفوق الدراسي.
تعليقات