أجمل تحليل لسؤال هل تلجأ الدولة للعنف لترهيب مواطنيها؟
تلاميذي الأعزاء في حصة اليوم أقدم لكم أجمل تحليل للسؤال الفلسفي الذي يندرج تحت عنوان: هل تلجأ الدولة للعنف لترهيب مواطنيها؟ أريد منكم تلاميذي الأعزاء أن تستفيدوا من تحليلي لهذا السؤال الفلسفي وتتعلموا منه مراحل وخطوات تحليلكم لأي سؤال فلسفي سواء طرح لكم في امتحان القسم أو في الأمتحان الوطني.
الأن أضعم مع تحليل السؤال المطروح تابعوا معي
تحليل ومناقسة سؤال فلسفي هل تلجأ الدولة للعنف لترهيب مواطنيها؟
من الصعب جدا على الإنسان أن يعيش بمنأى عن الآخرين ، وهذا التداخل المفروض بين الناس يسمى بالاجتماع ، إلا أن الحياة بهذه الطريقة تستدعي بروز قيم التسامح والتضحية والاستماتة من أجل تكوين كتلة واحدة متفقة ومنسجمة ، وبما أن الإنسان قد يميل إلى الأنانية وحب الذات ، مما قد استدعى التفكير في إمكانية حدوث صراعات ونزاعات قد تؤدي إلى انعدام الجنس البشري فوق هذه البسيطة ، الأمر الذي استدعى قيام قانون وسلطة تترأسها الدولة ، والسؤال قيد الدراسة يحيلنا على مجزوءة السياسة وتحديد ضمن مفهوم الدولة التي يراد بها مجموعة من المؤسسات تعمل على تدبير معيش الناس وبالأخص يعالج إشكالية الدولة بين الحق والعنف في حين أن مضمون هذه القولة الفلسفية عرف عدة مقاربات ومفارقات فلسفية جعلت من إشكالية الدولة بين الحق والعنف مادة لتقابل أراء الفلاسفة ، حيت يرى البعض من الفلاسفة على أن العنف هو الخاصية المميزة للدولة وميزتها الأساسية وعلى عكسهم يرى البعض الأخر على أن وظيفة الدولة هي حفظ الكرامة الإنسانية ضدد كل أنواع العنف والقوة، من خلال هذه المفارقة نستنتج مجموعة من الإشكالات من قبيل: ماذا يشكل العنف بالنسبة للدولة؟ وهل يمكن الاستغناء عنه؟ أم انه يشكل غاية الدولة لبسط إرادتها؟ وهل الدولة تنبني على العنف أم على الحق؟
- إن التحليل يجب إعتماده كدراسة ممنهجة لمعرفة جوهر الأشياء، وبهذا فإن السؤال الذي بين أيدينا قد استوعب مجموعة من المفاهيم منها مفهوم الدولة، التي هي تنظيم سياسي لجماعة ما على أرض محددة، يهدف لحماية القانون وتأمين النظام، وذلك عبر مجموعة من المؤسسات، وأيضا يمكن القول ان وظيفتها هي تسيير حياة الفرد والمجتمع وضمان اشتغاله بشكل منسجم، ولكي تقوم الدولة بمهامها يجب ان تتوفر على سلطة، أي القدرة على التأثير ولن تتمكن من ذلك إلا باحتكار العنف، وهو المفهوم الثاني المؤثث لهذا السؤل الفلسفي ويمكن تحديده باعتباره كل ممارسة للقوة اتجاه الغير، من اجل فرض سلوك أو موقف دون إرادتهم. وهو يحضر بأشكال متعددة، ويمكن التمييز بين عنف مادي وأخر رمزي، بين عنف فردي وآخر جماعي، بين العنف المشروع وغير المشروع. يوحدها جميعا إلحاق الأذى بالغير ماديا أو معنويا.
في حين تظهر العلاقة التي تجمع بين هذه المفاهيم في كونها علاقةترابط وانسجام لأن العنف يظل الوسيلة الأساسية والمميزة للحفاظ على وجود الدولة وممارسة سلطتها.
يفضي بنا تحليل عبارات السؤال إلى أطروحة مفترضة مفادها انه لا يمكن تصور دولة ما بدون عنف، فهو خاصية الدولة الأساسية. فيمكن ان نلاحظ اليوم في مختلف وسائل الإعلام السمعية والبصرية وغيرها، خصوصا الدول العربية منها، ان هذه الدول لا تتنافس في شيء أكثر من تنافسها في مضاعفة قوتها وقدرتها على ممارسة العنف أو مواجهته عندما تتعرض له، سواء كان من الأفراد أو الجماعات، ذلك العنف ليس محتملا فقط بل إنه متأصل في الأفراد، لهذا على الدولة ان تكون قادرة على زجر كل خروج عن القانون أو أي تهديد خارجي فالدولة لكي تطبق القانون وتسهر على حماية أمن وسلامة المواطنين تكون ملزمة بمعاقبة المجرمين ومحاربة الغزاة.
بعد هاته المرحلة من التحليل فإننا قد ابرزنا الأطروحة المفترضة التي تقر على أن العنف يظل الوسيلة الأساسية والمميزة للحفاظ على وجود الدولة وممارسة سلطتها،مرفوقة بالمفاهيم الأساسية التي نسجت رؤية واضحة لمضمون هذا السؤال.
فهل يوجد عنف مشروع..؟ وهل يمكن تبرير استعمال الدولة للعنف إلى حد جعله حق من الحقوق التي تتمتع بها الدولة؟
إن قيام الدولة على أساس العنف أطروحة نجد لها استمرار في موقف ماكس فيبر الذي يؤكد أن العنف هو خاصية الدولة وميزتها الأساسية، ففي نظره كي تمارس الدولة وظائفها واختصاصاتها فإنها تلجأ بالإضافة
على الوسائل القانونية إلى العنف المادي الذي تحتكره، أي هي المخولة باستعماله وبتفويض من يستعمله، فالدولة تتأسس على العنف واختفائه اختفاء للدولة، ولذلك يرى أنه إذا وجدت تجمعات بشرية لا تعرف العنف، فمعنى ذلك أنه لا يمكن الحديث عن وجود الدولة، كجهاز يحكم هذه التجمعات السياسية. فما سيبقى في حالة اختفاء العنف هو الفوضى بين مختلف مكونات البناء الاجتماعي، نظرا لاختفاء القوة العنيفة القادرة على إزالة هذه الفوضى. هكذا لا توجد الدولة إلا بالعنف ولا تقبل التعريف إلا بالعنف الذي هو وسيلتها الخاصة والعادية لممارسة السلطة.
وبخلاف ذلك نجد جاكلين روس التي تعتبر أن وظيفة الدولة هو الحفاظ على الكرامة الإنسانية، ضد كل أنواع العنف والقوة والتخويف، من خلال تجسيد مبدأ الحق كأحد ملامح دولة الحق والقانون، التي تؤدي إلى ممارسة معقلنة للسلطة، هذا المبدأ الذي يتمثل في احترام الحريات الفردية والجماعية، إضافة إلى القانون أي خضوع الكل لقانون وضعي مبني على أساس أخلاقي، مع إمكانية حمايته من لدن قاض، إلى جانب مبدأ فصل السلط (السلطة التشريعية، السلطة التنفيذية، السلطة القضائية)، وهي الآلية التي تحمي الدولة من السقوط في يد الاستبداد.
إن دولة الحق والقانون ليست صيغة جامدة في نظر روس، وإنما هي عملية بناء وإبداع دائم للحرية. ومن هنا نجد أن هذه القظية الفلسفية تجعل منه محطة نقاش وحوار وبحت فلسفي إلى يومنا هذا.
إنطلاقا من التحليل والمناقشة ا ستنتجنا أن عدم ممارسة الدولة للعنف سيؤدي إلى الفوضى هذا حسب منظور الفيلسوف ماكس فيبر. كذلك نجد تصور جاكلين روس التي تبنت موقفا معارضا لهذا التصور حيت إعتبرت أن ممارسة العنف هو ممارسة غير مشروعة. وفي رأيي الخاص أعتبر أنه من الضروري ممارسة العنف المشروع لحماية الحق العام. لكن أي عدالة يمكن للدولة تحقيقها ؟ هل الإنصاف أم المساواة ؟.
سأكشف لكم تلاميذنا الأعزاء عن خطوات ومراحل تحليلي لهذا السؤال الفلسفي لكي تتعلموا كيف تحللون أي سؤال فلسفي طرح لكم سواء في امتحان القسم او في الإمتحان الوطني
في مرحلة المقدمة :
قمت بوضع تقديم عام حول المجزوءة التي يتأطر ضمنها السؤال المطروح ، بعدها قمت بتحديد المفهوم والمحور الذي ينتمي إليه ، بعدها قمت بطرح المفارقة التي يناقشها ، في الأخير قمت بوضع أسئلة على شكل إشكالية التي تطرقت للإجابة عنها في مرحلة التحليل.
في مرحلة التحليل :
قمت بشرح العبارات والمفاهيم المكونة لهذا السؤال الفلسفي بعدها تطرقت للأطروحة المفترضة في هذا السؤال وقمت بالتوسع فيها، وقمت بتأكدها وإتباتها بمثال من الواقع.
في مرحلة المناقشة :
قمت بالتطرق لقيمة الأطروحة اي الإيجابيات ديال الأطروحة المفترضة في السؤال الفلسفي من بعدها قمت بتأكيدها بموقف مساند يتبنى ماجاء به السؤال الفلسفي بعدها قمت بالتطرق إلى حدود الأطروحة أي قمت بدكر سلبياتها اي الجوانب التي أغفلتها وبعدها قمت بذكر الفيلسوف المعارضة لأطروحة السؤال الفلسفي.
في المرحلة الأخيرة الخاتمة :
قمت بخلاصة تركيبية عامة لما تطرقت له في مرحلتي التحليل والمناقشة مع إبداء رأيي الشخصي تم اختتمت بطرح سؤال مفتوح .
مدونة نديرو اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا تتمنى لجميع التلاميذ والتلميذات النجاح والتوفيق .