أروع تحليل لسؤال هل يلزم الانطلاق من الرأي كي نبلغ الحقيقة؟
أريد منكم تلاميذي الأعزاء أن تستفيدوا من تحليلي لهذا السؤال الفلسفي وتتعلموا منه مراحل وخطوات تحليلكم لأي سؤال فلسفي سواء طرح لكم في امتحان القسم أو في الأمتحان الوطني.
الأن أضعم مع تحليل السؤال المطروح تابعوا معي .
نضعكم الأن مع تحليل السؤال الفلسفي
هل يلزم الانطلاق من الرأي كي نبلغ الحقيقة؟
إن كل عملية فكرية تستوجب وجود ذات عارفة متصفة بالوعي و العقل و في المقابل موضوع معرفة، و المعرفة تحتم على العالم أن يلتزم الحياد في بنائه للمعارف حتى تكون موضوعية و لذا ينبغي التخلي عن وجهته الخاصة و شعوره الخاص في تعامله مع موضوع الدراسة، فالمعرفة ليست معطيات جاهزة و تلقائية بل هي نتاج لمجهود إنساني تتدخل في إنشائه عوامل ووسائل متعددة، فسواء تعلق الأمر بمعرفة الطبيعة أو معرفة الإنسان ذاته،و ينبغي على الإنسان احترام مناهج تؤهله إلى إثبات الحقيقة و توصله إلى معرفة ذات قيمة موضوعية.
وهذا ما نجده في السؤال الذي نحن بصدد دراسته إذ نجده يتأطر بشكل عام داجل مجزوءة المعرفة كما أنه يسلط الضوء على مفهوم الحقيقة وبالتحديد ضمن قضية الرأي والحقيقة ، بحيث أن مضمون هذا السؤال الفلسفي عرف مفارقات ومقاربات فلسفية جعلت من إشكالية الرأي والحقيقة مادة لتقابل أراء الفلاسفة حيت يرى البعض من الفلاسفة على أن الرأي هو الطريق الصحيح لبلوغ الحقيقة وعلى عكسهم يرى البعض الأخر على أن الرأي يشكل عائق وحاجز أمام بلوغ الحقيقة.
الشيء الذي يدفعنا إلى طرح الإشكالات التالية:
ماذا يشكل الرأي بالنسبة للحقيقة؟ وهل يلزم الإنطلاق من الرأي لبلوغ الحقيقة؟ ام أن الرأي يشكل عائق أمام الحقيقة؟
إن التحليل يجب إعتماده كدراسة منهجية لمعرفة جوهر الأشياء،وبهذا فإن السؤال الذي بين أيدينا يحمل في طياته احتمالين هما "الرأي حقيقة" أو "الرأي وهم و عائق أمام الحقيقة"، لكن هذا السؤال يصرح بمفاهيم فلسفية مهمة يصرخ بواحدة بينما يبقي الإنفتاح على الثانية، بحيث يضم السؤال كلمة "الرأي" فإنها تحيل إلى كل كل موقف يتخذه الباحث حول قضية قد يكون احتمال أو افنراض ،أما الكلمة الثانية "الحقيقة" فإن دلت فإنها لن تدل إلا على غاية كل باحث من خلال بحثه و به فإنها كل نتيجة تابثة و ممنطقة.
يفضي بنا تحليل عبارات السؤال إلى أطروحة مفترضة مضمونها أن الرأي بإمكانه أن يصير حقيقة لكن عن طريق المساهمة في تكوينها عند إمكانية قيامه على الإحتمال الذي يكون أقرب إلى الحقيقة و نعطي مثالا على ذلك برأي كوبرنيك الذي أكد من خلال شكه في إحتمالية دوران الأرض حول الشمس ، ذاك الرأي الذي لعله أضحى اليوم حقيقة مسلم بها الآن و بالتالي فالمعرفة التاريخية أيضا تقوم على الرأي المفترض لوقوع حدث أُثبت صحته بعد ذلك ، بعد هاته المرحلة من التحليل فإننا قد ابرزنا الأطروحة المفترضة التي تقر على ان الرأي هو معيار أساسي ومهم من أجل بلوغ الحقيقة مرفوقة بالمفاهيم الأساسية التي نسجت رؤية واضحة لمضمون هذا السؤال .
و عليه فإذا كانت هناك حقيقة يقابلها رأي أو منهج علمي فما مصدر الحقيقة، العقل أم الحس؟
تكمن قيمة مضمون هذا السؤال في كونه دافع على أن الأنطلاق من الرأي يمكنه أن يصلنا إلى الحقيقة ،وقد أبرز مجموعة من الفلاسفة حججا واستدلالات واستشهادات لتعزيز هذا الطرح وإعطاءه قوة وقيمة ومناعة فلسفية ومن هؤولاء الفلاسفةباسكال الذي يرى أننا لا ندرك الحقيقة بواسطة العقل فقط بل بواسطة القلب أيضا, فهذا الأخير يدرك مجموعة من الحقائق التي يعجز العقل عن إدراكها. بل إن العقل يحتاج إلى حقائق القلب لينطلق منها بوصفها ميادىّ اولية. فالقلب يشعر أن هناك مكان وزمان وحركة وأعداد وبعد ذلك يأتي العقل ليبرهن ويستدل عليها في شكل قضايا علمية. فإدراك الأفكار والمعارف هو حصيلة عمل كل من القلب والعقل معاء يقول باسكال: "تعرف الحقيقة لا بواسطة العقل فقط وإنما بواسطة القلب أيضا".
إن الفلسفة لاتؤمن بالكمال فلا بد لنا ان نخضع لمجهر الفلسفة لذا فإن هذا التصور ليس كامل ويستحق النقض ويستحق المراجعة ويستحق ان تكون لديه ماهية نقدية من طرف الفلسفة لذا فمجموعة من الفلاسفة قد عارضو التصور السابق وأبرزو مجموعة من الحجج التي بينت نقاط ضعف التصور الأول، ومن هؤولاء الفلاسفة باشلار الذي يرى على أن الرأي هو أول عائق ينبغي تجاوزه لتحقيق معرفة علمية دقيقة لأنه ليس ناتجا عن تفكير أو تأمل عقلي بل هو مجرد انطباعات واعتقادات خاطئة يكونها الأفراد في علاقتهم المباشرة بالواقع.
فالرأي حسب باشلار نوع من التفكير الخطأ بل إنه ليس تفكيرا على الإطلاق إنه صياغة خاطئة لمجموعة من الأفكار الشائعة والعامية في حين أن الحقيقة وبالأخص الحقيقة العلمية تقوم وتتأسس على العقل وما يتطليه من خطوات منهجية كالملا حظة والتجريب.
ومن هنا نجد أن هذه القضية الفلسفية تجعل منه محطة نقاذ وحوار وبحت فلسفي إلى يومنا هذا.
إجمالا يمكن القول أن موضوع الرأي والحقيقةإشتمل أطروحة مفترضة مفادها أن الرأي يمكنه أن يوصلنا إلى الحقيقة وهاته الأطروحة عرفت تجادبا فلسفيا تمثل في أن البعض من الفلاسفة يرون بأن الرأي هو معيار أساسي ومهم من أجل بلوغ الحقيقة وعلى عكسهم يرى البعض الأخر على أن الرأي يشكل عائق أمام الحقيقة ويجب تجاوزة لتحقيق معرفة علمية دقيقة ومن وجهتي نظري أرى أن الرأي هو معيار مهم وأساسي من أجل بلوغ الحقيقة لأنه ينطلق من فكرة ممكنة ويقوم بعرضها وتطبيقها على أرض الواقع ومن هنا فإن الفلسفة أصلها السؤال لذالك سننهي بسؤال يفتح لنا بابا أخرا من التأملي الفلسفي دو ابعاد مختلفة وهو كالتالي: مامعايير الحقيقة؟
سأكشف لكم تلاميذنا الأعزاء عن خطوات ومراحل تحليلي لهذا السؤال الفلسفي لكي تتعلموا كيف تحللون أي سؤال فلسفي طرح لكم سواء في امتحان القسم او في الإمتحان الوطني
في مرحلة المقدمة :
قمت بوضع تقديم عام حول المجزوءة التي يتأطر ضمنها السؤال المطروح ، بعدها قمت بتحديد المفهوم والمحور الذي ينتمي إليه ، بعدها قمت بطرح المفارقة التي يناقشها ، في الأخير قمت بوضع أسئلة على شكل إشكالية التي تطرقت للإجابة عنها في مرحلة التحليل.
في مرحلة التحليل :
قمت بشرح العبارات والمفاهيم المكونة لهذا السؤال الفلسفي بعدها تطرقت للأطروحة المفترضة في هذا السؤال وقمت بالتوسع فيها، وقمت بتأكدها واتباتها بمثال من الواقع.
في مرحلة المناقشة :
قمت بالتطرق لقيمة الأطروحة اي الإيجابيات ديال الأطروحة المفترضة في السؤال الفلسفي من بعدها قمت بتأكيدها بموقف مساند يتبنى ماجاء به السؤال الفلسفي بعدها قمت بالتطرق إلى حدود الأطروحة أي قمت بدكر سلبياتها اي الجوانب التي أغفلتها وبعدها قمت بذكر الفيلسوف المعارضة لأطروحة السؤال الفلسفي.
في المرحلة الأخيرة الخاتمة :
قمت بخلاصة تركيبية عامة لما تطرقت له في مرحلتي التحليل والمناقشة مع إبداء رأيي الشخصي تم اختتمت بطرح سؤال مفتوح .