أجمل منهجية لتحليل أي نص قصصي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته سعيد جدا بلقائكم مرة أخرى تلاميذنا الأعزاء في درس جديد ، اليوم بإذن الله سنقدم لكن منهجية رائعة وممتازة لتحليل أي نص قصصي طرح لكم في الإمتحان.

منهجية تحليل أي نص قصصي

◇منهجية تحليل أي نص قصصي تطبيقي طرح لكم سواء في امتحانات القسم أو في الامتحان الوطني

يسعدني أن ألتقي بكم في درس جديد ضمن دروس الدعم والتوجيه سنتناول اليوم، بإذن الله، منهجية مميزة وفعالة لتحليل النصوص القصصية، وهي منهجية ستساعدكم بشكل كبير على التعامل مع أي نص قصصي يُطرح عليكم في الامتحان الوطني.

◇منهجية تحليل النص القصصي

تعتبر القصة نصًا نثريًا حكائيًا ظهر في القرنين التاسع عشر والعشرين في أوروبا نتيجة عدة عوامل سياسية وأدبية واقتصادية. مع ظهور الطباعة وتطور الصحافة، بالإضافة إلى البعثات الطلابية، ساهمت هذه العوامل في ظهور أشكال نثرية جديدة داخل العالم العربي مثل المسرحية والمقالة. ومن بين خصائص هذا الاتجاه نجد الزمان والمكان والشخصيات.

وقد حمل لواء هذا الاتجاه مجموعة من الرواد نذكر على رأسهم توفيق الحكيم، يوسف إدريس، محمود تيمور. يعد صاحب النص القصصي قيد التحليل من أبرز القصاصين العرب. من خلال ملاحظتنا للعنوان "ذكر اسم عنوان القصة"، وبداية القصة ونهايتها، نفترض أنها سوف تتحدث عن (ذكر الموضوع الذي تتحدث عنه القصة). فما هو المتن الحكائي للقصة؟ وما خطاطتها السردية؟ وما خصائصها الفنية؟

الخطوات الأساسية لتحليل القصة:

1. تلخيص الأحداث:

تحكي هذه القصة عن (لخص أحداث القصة بتعبيرك الخاص). وقد جاءت أحداث القصة مترابطة الأجزاء بتسلسلها المنطقي. يمكن الوقوف على مراحلها فيما يلي:

الوضعية الأولية: قول لنا بداية القصة، على ماذا تحدث السارد في بداية القصة؟
وضعية الوسط:
- الحدث الطارئ: (قولينا الحدث الذي غيّر مجريات القصة).
- تطورات الأحداث: (قولينا ما وقع بعد الحدث الذي غيّر مجريات القصة).
النتيجة: قولينا ما هي نتيجة القصة؟
وضعية النهاية: (قولينا النهاية كيف رجعت).

2. الخصائص الفنية:

في هذا الجزء، قد يسألك الامتحان عن الخصائص الفنية للقصة. هذه الخصائص تشمل:

الحالة النفسية للشخصية الرئيسية: على سبيل المثال، إذا كانت القصة عن ريان، يجب وصف الحالة النفسية للأسرة طوال القصة: في البداية كانت فرحًا وسرورًا، ثم تحول الأمر إلى حزن وكآبة بعد الحادث، وفي النهاية كانت صدمة الأسرة.
دلالة المكان: هنا يجب أن تتحدث عن مكان وقوع الأحداث وعلاقته بالقصة. على سبيل المثال، في قصة "ريان"، وقعت أحداث القصة بجوار البئر، وهو المكان الذي انفعلت فيه أحاسيس الأسرة والمغاربة والعالم بأسره.
الرؤية السردية: في الامتحان الوطني، يعتمدون عادةً على الرؤية من الخلف، لذا يجب أن تذكر: "لجأ الكاتب إلى الرؤية من الخلف ليكشف لنا كل شيء في القصة ولا يدع شيئًا مخفيًا أو مبهما".
الشخصيات وسماتها: يجب أن تصف الشخصيات وسماتها بشكل دقيق. على سبيل المثال، "ريان" هو طفل صغير بريء، بينما "أم ريان" هي امرأة فقيرة حنونة، و"أب ريان" هو رجل فقير يحلم بدخول ابنه إلى المدرسة.

3. التركيب:

هذا السؤال يطلب منك أن تناقش الرهان الذي سعى صاحب القصة إلى تحقيقه. على سبيل المثال:

القصة قد تعكس حالة اجتماعية من الفقر والقهر في جبال المغرب أو الوطن العربي.
المغزى من القصة هو التحذير من خطر العالم الخارجي على الأطفال.

◇نموذج تطبيقي لتحليل النص القصصي

ملخص القصة:

تدور القصة حول رجل يعيش في إحدى المدن، حيث حصل على هدية من صديقه عبارة عن زهرة ياسمين وضعها في شرفة منزله. كان يهتم بها كثيرًا، وفي إحدى الأيام، حدث أن كسر عن غير قصد أحد أغصان الزهرة. هذا الحادث تسبب له في معاناة وإحباط، لأن الهدية كانت ثمينة بالنسبة له. رغم ذلك، كان يستمر في العناية بالزهرة ولكنه كان يفكر في التخلص منها في بعض الأحيان. لكن في يوم من الأيام، اكتشف أن غصنًا جديدًا نبت في نفس المكان الذي كان فيه الغصن المكسور. هذا الحدث أعاد له الفرحة من جديد، كأنما عاد إليه عيد ميلاده مرة أخرى.

للإشارة: بالنسبة للقصة في النص التطبيقي: دائمًا نجد 3 من الأسئلة الأولى لا تتغير فورقة الامتحان (المقدمة، تلخيص المتن الحكائي أو تلخيص القصة، الخطاطة السردية). أما الخصائص الفنية فكل مرة يضعون فيها الشخصيات، الرؤية السردية، المكان والزمان والتركيب في النهاية.

◇مقدمة حول فن القصة

يُعد فن القصة أو الأقصوصة أحد الأشكال الفنية السردية التي ترتبط جذورها بالأدب العربي القديم وتستند إلى نماذج حكائية معروفة. ومع ذلك، لم يظهر كفن قائم بذاته له قواعده وأصوله الفنية إلا مع بداية القرن العشرين، متأثراً بفن القصة في الأدب الغربي. وقد انتشر هذا الفن بشكل واسع لأنه الأنسب للتعبير عن تفاعلات الحياة الاجتماعية ومشكلاتها، كما أنه قادر على التقاط التفاصيل اليومية بأسلوب مختزل ومركز. من بين رواد هذا الفن، نذكر على سبيل المثال: محمد تيمور، يوسف إدريس، نجيب محفوظ، وعبد الكريم غلاب كما يعتبر عبد الله الطوخي من أبرز القصاصين العرب الذين اشتهروا بالواقعية في حبك القصة وسردها.

ما هي القضية المعالجة في هذه القصة؟ وما هي خصائصها الفنية؟ وما هو الرهان الذي سعى صاحب القصة إلى تحقيقه؟

تلخيص القصة بأسلوبنا الخاص

تحكي القصة عن إطلالة السارد الصباحية من الشرفة للاستمتاع بمنظر المدينة. يشعر السارد بجو مفعم بالصفاء والتفاؤل وسط شرفة تضم شجرة ياسمين جميلة أهداه إياها صديقه. يُظهر السارد حفاوته بشجرة الياسمين منذ أن كانت نبتة صغيرة، ويراعيها حتى نمت وأزهرت. لكنه يتأثر بشدة عندما يُكسر أحد فروع الشجرة بالخطأ، مما يؤدي إلى مشاعر الذنب والتردد بين التخلص من الشجرة أو الحفاظ عليها. يستمر السارد في العناية بالشجرة، وتزداد كآبته عندما يذبل الفرع المكسور. ومع ذلك، تُفاجئه عودة الحياة لهذا الفرع المكسور، مما يجلب له فرحة كبيرة واستعادة حيوية الشجرة بالكامل.

التقطيع السردي للقصة

تُعرض أحداث القصة بشكل متسلسل ومترابط، ويمكن تقسيمها إلى المراحل التالية:

الوضعية الأولية: رصد الحياة اليومية المعتادة للسارد.

سيرورات التحول:

الحدث الطارئ: انكسار أحد فروع شجرة الياسمين التي أهداه إياها صديقه.

سيرورات التحول: فقدان الفرع السليم لونه، ثم عودة الحياة للفرع المكسور.

النتيجة: استعادة كلا الفرعين لحيويتهما.

الوضعية النهائية: ابتهاج السارد بجمال البساطة.

الحالة النفسية للسارد

تتطور الحالة النفسية للسارد على امتداد القصة. في البداية، كان السارد في حالة من الاستمتاع بمشهد المدينة، ثم تحول إلى حالة من التشاؤم والذنب بسبب الحادث المفاجئ. وفي النهاية، استعاد السارد مشاعر الفرح والأمل عندما عادت الحياة للفرع المكسور.

أما المكان الذي وقعت فيه أحداث القصة فهو الشرفة، والتي تضم شجرة الياسمين. المكان له دلالة عميقة لأنه يمثل الفضاء الذي شهد تحول مشاعر السارد من الفرح إلى الكآبة، ثم إلى الفرح من جديد.

تركيب نتائج التحليل

في النهاية، يمكن القول أن النص القصصي يمثل نموذجاً جيداً لفن القصة بسبب استخدامه للأسلوب السردي البسيط والمباشر، الذي يعكس التفاعلات الإنسانية اليومية بشكل واقعي. كما يعالج النص موضوعات مثل الصراع الداخلي والتغيير الشخصي، مما يساهم في استكشاف الجانب النفسي لشخصية السارد. بناءً على ما سبق، يمكن القول أن القصة تُمثل خصائص فن القصة بشكلٍ.

تنبيه هام:
في الامتحان الوطني أو امتحان القسم، يتعيّن عليكم التعامل مع النص القصصي كموضوع إنشائي متكامل، يُكتب على شكل مقدمة، عرض، وخاتمة. بمعنى آخر، لا يُكتفى بالإجابات المفككة، بل يجب صياغتها في فقرات مترابطة ومتماسكة تعكس قدرتكم على التحليل والربط.

نحن نسعد دائمًا بتعليقاتكم الراقية التي تمنحنا طاقة إيجابية للاستمرار، ونُرحّب بكل ملاحظاتكم وتقييماتكم حول طريقة تقديمنا لمنهجية تحليل القصة، نحن بجانبكم خطوة بخطوة، إلى أن تصلوا إلى النجاح بإذن الله.
وشعارنا الدائم هو: "يد في يد، الباك في اليد إن شاء الله"