تحليل قولة فلسفية لم لايمكن للأنا أن تستغني عن وجود الغير
تحليل قولة فلسفية "لما لايمكن للأنا أن تستغني عن وجود الغير"
نضعكم الأن مع تحليل ومناقشة القولة الفلسفية
إن التفكير في مسألة الوضع البشري هو تفكير في الأساس في وضع الإنسان داخل هذا العالم وكذلك في الشروط والعوامل المتحكمة في بناء هذا الوضع وحيت نتحدت عن طبيعة الوضع البشري فإن خاصيتة المميزة هي التفاعل المستمر القائم بين الإنسان المنظور إليه كشخص له هوية ووجود واقعي والإنسان كغير أي كذات مقابلة للأنا تشاركها الوجود وتختلف معها في الانتماء التقافي والديني وهذا التفاعل لايكون خارج الزمان بل داخله وهذا مايفسر أن الإنسان كائن تاريخي بامتياز يدرك الأزمنة التي يعيشها ويسعي لكتابة تاريخه كجزء من ماضيه.
وهذا ما نجده في القولة التي نحن بصدد دراستها إذ نجدها تتمحور بشكل عام داجل مجال الوضع البشري ، بحيت تسلط الضوء على مفهوم الغير الذي هو الأنا الذي ليس أنا يشبهني ولكنه مختلف عني ، وبالتحديد تعالج قضية وجود الغير .
إن التحليل يجب إعتماده كدراسة ممنهجة لمعرفة جوهر الأشياء،وبهذا فإن القولة التي بين أيدينا تحمل أطروحة متضمنة مفادها أن وجود الغير ضروري لوجود الذات ولا يمكن للأنا أن تعي ذاتها ووجودها إلا من خلال إنفتاحها على الغير ، فالغير حسب القولة موجود معنا دائما لأنه يساعدنا على معرفة ذواتنا والإحاطة بها ،
ولأبراز هذه الأطروحة نستحضر مثال جدلية العبد بالسيد والتي يوضح من خلالها كيف يلتقي الوعيان ويدخلان في صراع, المنتصر فيه يثبت ذاته ووجوده، ومن ثم فإن القولة قد استوعبت مجموعة من المفاهيم منها مفهوم الغير الذي هو انا آخر يشبهني في كونه ذات واعية ، وفي نفس الوقت يختلف عني ، أما لفظ الأنا فيقصد به العالم الداخلي للإنسان من حيث هو أفكار ومشاعر وأحاسيس، وتحيل على الذات ، ويقصد بعبارة الوجود قيام الشيء ووجوده بالفعل وهو حسب القولة يدل على وجود الغير ، في حين تظهر العلاقة التي تجمع بين هذه المفاهيم في كونها علاقة تكامل وترابط وانسجام لأن وجدد الغير ضروري لوجود الأنا لكي تعي ذاتها ووجودها .
بعد هذه الرحلة في محطة التحليل فإننا قد إستخرجنا أطروحة متضمنة مفادها أن وجود الغير ضروري لوجود الأنا لكي تعي ذاتها ووجودها مرفوقة بالمفاهيم الأساسية التي نسجت لنا رؤيا واضحة لجوهر مضمون هذه القولة الفلسفية .
تكمن قيمة هذه القولة التي بين أيدينا في كونها دافعت على وجود الغير يشكل ضرورة ملحة لكي تعي الأنا ذاتها ووجودها وقد أبرز مجموعة من الفلاسفة حججا واستدلالات واستشهادات لتعزيز هذا الطرح وإعطاءه قوة وقيمة ومناعة فلسفية ومن هؤولاء الفلاسفة هيجل الذي يرى انه يستحيل على الأنا أن تعي ذاتها بذاتها ، لأن هذا الوعي سيظل ناقصا أو غير ممكن إذ لا بد من تدخل وسيط بين الأنا ونفسه وهذا الوسيط هو الغير ، مع هيغل ستتغير النظرة إلى وجود الغير كوجود احتمالي.
ذلك أن اكتشاف الانا يتم عبر وعي آخر مناقض ومختلف وخارج الذات . يتم الاكتشاف الأول للوعي في الطبيعة بتغييرها والتأثير فيها من خلال الشغل والابداع وتسخيرها لإشباع الحاجات... يرى الإنسان ذاته في الأشياء التي يشكلها من خلال الطبيعة (مفهوم الشغل)، لكنه هنا يكون أمام موضوع بلا وعي يعني انه أمام أشياء تفتقد الوعي، وهو في سعيه للاعتراف يحتاج إلى وعي آخر ومن هنا تنبع الحاجة إلى الغير إلى وعي آخر. لكن هذا الاعتراف لن يكون الحصول عليه سهلا مادام كل وعي يسعى إلى انتزاع الاعتراف من الآخر لذلك يتم الدخول في صراع واقتتال يخاطر فيه كل طرف بحياته ليثبت وجوده كذات واعية لها رغبة الهيمنة والسيطرة على وعي ورغبة الآخر. ينتهي الصراع بانتصار أحد الطرفين وينهزم الطرف الآخر، لكن المنتصر سيبقي على حياة المنهزم الذي فضل الحياة على الموت مقابل التضحية بحريته ورغباته لصالح المنتصر. ومن هنا نشأت العلاقة الجدلية الأولى في التاريخ الإنساني "جدلية السيد والعبد". إن السيد لا يكون كذلك إلا في وجود العبد واعترافه له بالسيادة، والعكس صحيح. ومن هنا تكون الحاجة إلى الغير لانتزاع الاعتراف ووعي الذات، إما كذات مستقلة (السيد) تفرض رغباتها على الغير أو "كذات" وبتعبير أدق كموضوع تابع(العبد) وخاضع ومنفذ لرغبات الغير.
وعلى الرغم من من قوتها وغناها وتنوعها إلا أنها لا تمثل المقاربة الفلسفية الوحيدة لهذا الموضوع، لذا فهناك مجموعة من الفلاسفة قد عارضوا التصور السابق وأبرزو مجموعة من الحجج التي بينت نقاط ضعف التصور الأول،ومن هؤولاء الفلاسفة ديكارت الذي ينتقد كل المواقف التي ترى بأن الغير ضروري لوجود الذات، فالذات بالنسبة له قادرة على إدراك وجودها دون وساطة خارجية سواء كانت عاقلة أو غير عاقلة، وذلك راجع إلى كونها تمتلك ما يكفيها لذلك وهو التفكير، فبما أن الذات تفكر فإن وجودها يقيني ولا يشوبه أدنى شك، ثم لأن فتح المجال أمام قوة خارجية من شأنه أن يضع التفكير موضع شك، وبالتالي الشكك في قدرات ومؤهلات الذات. ولعل ذلك ما عبر عنه ديكارت بقوله " أنا أفكر إذن أنا موجود".
ومن هنا نجد أن هذه القضية الفلسفية تجعل منه محطة نقد وحوار وبحت فلسفي إلى يومنا هذا.
إجمالا يمكن القول أن هذه القولة قد إشتملت أطروحة متضمنة مفادها أن الأنا لا يمكنها الإستغناء عن وجود الغير وذلك من أجل أن تعي ذاتها ووجودها ، وهاته الأطروحة عرفت تجادبا فلسفيا تمثل في أن البعض من الفلاسفة يرون بأن وجود الغير ضروري لوجود الأنا ومن أبرز هؤولاء الفلاسفة هيجل وعلى عكسهم يرى البعض الأخر على أن وجود الغير غير ضروري لوجود الأنا ومن أبرز هؤولاء الفلاسفة ديكارت الذي انطلق من قولته المشهور أنا أشك ، انا أفكر، إذن أنا موجود" التي قادته إلى أن الذات يمكن أي تعي ذاتها بمفردها وبمعزل عن الغير أو وجود أي شيء أخر .
ومن وجهتي نظري أرى أن وجود الغير ضروري لوجود الأنا فالأنا لا يمكنها أن تعيش وحدها وبمعزل على الغير لذلك لابد من وجوده وحضوره في حياة الأنا لكي تعي وجودها ووعيها بذاتها .
ومن هنا فإن الفلسفة أصلها سؤال لذلك سننهي بسؤال يفتح لنا بابا أخرا من التأملي الفلسفي دو ابعاد مختلفة فإذا كان وجود الغير ضروري لوجود الأنا فهل يمكن معرفته؟
سأكشف لكم تلاميذنا الأعزاء عن خطوات ومراحل تحليلي لهذه القولة الفلسفية لكي تتعلموا كيف تحللون أي قولة فلسفية طرحت لكم سواء في امتحان القسم او في الإمتحان الوطني
في مرحلة المقدمة :
قمت بوضع تقديم عام حول المجزوءة التي تتأطر ضمنها القولة المطروحة ، بعدها قمت بتحديد المفهوم والمحور الذي تنتمي إليه ، بعدها قمت بطرح المفارقة التي تناقشها ، في الأخير قمت بوضع أسئلة على شكل إشكالية التي تطرقت للإجابة عنها في مرحلة التحليل.
في مرحلة التحليل :
قمت بالتطرق للأطروحة المتضمنة في هذه القولة وقمت بالتوسع فيها وشرحها، كما قمت بتأكدها واتباتها
بمثال من الواقع بعدها قمت بشرح العبارات والمفاهيم المكونة لهذه القولة الفلسفية
في مرحلة المناقشة :
قمت بالتطرق لقيمة الأطروحة اي الإيجابيات ديال الأطروحة المضمنة في هذه القولة الفلسفية ، من بعدها قمت بتأكيدها بموقف مساند يتبنى ماجاءت به القولة، بعدها قمت بالتطرق إلى حدود الأطروحة أي قمت بدكر سلبياتها اي الجوانب التي أغفلتها وبعدها قمت بذكر الفيلسوف المعارضة لأطروحة السؤال الفلسفي.
في المرحلة الأخيرة الخاتمة :
قمت بخلاصة تركيبية عامة لما تطرقت له في مرحلتي التحليل والمناقشة مع إبداء رأيي الشخصي ، تم اختتمت بطرح سؤال إشكالي مفتوح .
في الأخير لاتبخلوا علينا بتعليقاتكم الجميلة التي تحفزنا وتدعمنا على تقديم الأفضل وملاحظاتكم حول ما نقوم بنشره ونتمنى لكم النجاح والتوفيق ونقول لكم نحن معكم وهدفنا هو نجاحكم ودعواكم معنا تكفينا.
مدونة نديرو اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا تتمنى لجميع التلاميذ والتلميذات النجاح والتوفيق