تحليل سؤال فلسفي هل تتعذر معرفة الغير معرفة موضوعية؟
نضعكم الأن مع تحليل السؤال الفلسفي
إن التفكير في مسألة الوضع البشري هو تفكير في الأساس في وضع الإنسان داخل هذا العالم وكذلك في الشروط والعوامل المتحكمة في بناء هدا الوضع وحيت نتحدت عن طبيعة الوضع البشري فإن خاصيتة المميزة هي التفاعل المستمر القائم بين الإنسان المنظور إليه كشخص له هوية ووجود واقعي والإنسان كغير أي كذات مقابلة للأنا تشاركها الوجود وتختلف معها في الانتماء التقافي والديني وهذا التفاعل لايكون خارج الزمان بل داخله وهذا مايفسر أن الإنسان كائن تاريخي بامتياز يدرك الأزمنة التي يعيشها ويسعي لكتابة تاريخه كجزء من ماضيه.
هذا ما نجده في السؤال الفلسفي الذي نحن بصدد دراسته إذ نجده يسلط الضوء على مفهوم الغير الذي هو أنا آخر يشبهني ومختلفف عني ، وبالأخص يعالج إشكالية معرفة الغير ، في حين أن مضمون هذا السؤال الفلسفي عرف عدة مقاربات ومفارقات فلسفية جعل من إشكالية معرفة الغير مادة لتقابل أراء الفلاسفة ، حيت يرى البعض من الفلاسفة على أن معرفة الغير تبقى معرفة متعذرة موضوعيا ، وعلى عكسهم يرى البعض الأخر على أن معرفة الغير ممكنة من الناحية الموضوعية ، من خلال هذه المفارقة نستنتج مجموعة من الإشكالات من قبيل:
ما الغير ؟ وما المعرفة ؟ وهل معرفة الغير متعذرة أم ممكنة ؟ وهل يمكن النفاذ إلى عالم الغير ومشاعره أم أنه سيظل إلى الأبد عالما مخفيا عنا ؟
إﺫﻥ ﻛﺨﻄﻮﺓ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ ﻳﻘﺘﻀﻲ منا ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺤسم ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﺆﺛﺜﺔ ﻟﺒﻨﻴﺘﻪ. فهل أداة غالبا ما تقرن بين قضيتين اثنتين أو اجابتين مختلفتين فتحتمل بذلك الصدق أو الكذب ، كما أنها تحيل على أطروحة فلسفية مصرح بها، وأخرى ضمنية،في حين يقصد بمفهوم الغير هو أنا آخر يشبهني في كونه ذاتا واعية، وفي نفس الوقت يختلف عني ، في حين يقصد بعبارة المعرفة هي مجموع العمليات الذهنية التي بواسطتها يدرك العقل موضوعا أو شيئا ما ويراد بها هنا حسب السؤال الفلسفي معرفة الغير ، في حين تظهر العلاقة التي تجمع بين هذه المفاهيم في كونها علاقة ترابط وتكامل أي أن معرفة معرفة الغير ممكنة من جهة ومتعذرة من جهة أخرى بسبب خصوصية مشاعره وانغلاق عالمه.
بعد هاته المرحلة من التحليل فإننا قد أبرزنا الأطروحة المفترضة التي تقر على أنه يتعذر النفاذ إلى أعماق الغير ومشاعره، فرغم كل المحاولات التي نقوم بها فإن عالمه سيظل خفيا عنا مرفوقة بالمفاهيم الأساسية التي نسجت رؤية واضحة لمضمون هذا السؤال الفلسفي.
تكمن قيمة مضمون هذا السؤال الفلسفي في كونه دافع على أن للغير عالمه الخاص به المغاير لعالمي أنا كما أكد على استحالة وصعوبة معرفة الغير معرفة موضوعية ، وقد أبرز مجموعة من الفلاسفة حججا واستدلالات واستشهادات لتعزيز هذا الطرح وإعطاءه قوة وقيمة ومناعة فلسفية ومن هؤولاء الفلاسفة غاستون بيرجي الذي أكد على أن تجربة الأنا الذاتية هي تجربة معزولة في العالم، على اعتبار أن عالم الانا عالم مغلق وغير قابل للإدراك من طرف الغير، ومن ثم فمعرفة الغير للانا أو معرفة الأنا للغير غير ممكنة، فبينهما جدار سميك لا يمكن تخطيه او تجاوزه رغم ما يوجد بينهما من علاقات إنسانية، «هكذا هو الإنسان، سجين في آلامه، ومنعزل في لذاته ووحيد في موته.. محكوم عليه بان لا يشبع ابدا رغبته في التواصل، والتي لن يتخلى عنها أبدا».
إن الفلسفة لاتؤمن بالكمال فلا بد لها أن تخضع لمجهر الفلسفة لذا فإن هذا التصور ليس كامل ويستحق النقذ ويستحق المراجعة ويستحق أن تكون لديه ماهية نقدية من طرف الفلسفة لذا فمجموعة من الفلاسفة قد عارضو التصور السابق وأبرزو مجموعة من الحجج التي بينت نقاط ضعف التصور الأول،ومن هؤولاء الفلاسفة ماكس شيلر الذي رأى أن معرفة الغير ممكنة، وذلك من خلال إدراك كلي، يجمع بين إدراك المظاهر الجسدية وإدراك الإحساسات النفسية الداخلية؛ بمعنى أن التعبيرات الجسدية كَتَسَمُّرٍ الوجه والابتسامة والتصاق اليدين...لا تدل على الإحساسات الداخلية مثل الهم والحزن والفرح والحب، بل إن تلك التمظهرات الجسدية هي ذاتها الإحساسات الداخلية، وهذا إنما يدل على أنه لا ينبغي تقسيم الغير إلى ظاهر و باطن ، أي تجزيء ظاهرة التعبير لديه، وإنما ينبغي إدراكها كوحدة كلية غير قابلة للفصل أو التجزيء، وبذلك فمعرفة الغير لا تكون كذلك إلا إذا تخطت حاجز ثنائية الجسد روح. ثم إن هذه المعرفة ذاتها تقوم على الية التعاطف الوجداني والمماثلة التي تجعل الإنسان يرغب في التقرب من الغير والتعرف عليه من خلال عملية إسقاط واستشعار وجداني لإحساسات الغير على الذات. «ان ما ندركه منذ الوهلة الأولى، ليس جسد الغير، ولا نفسيته، بل ندرك الغير بوصفه كلا لا يقبل القسمة».
إجمالا يمكن القول أن موضوع معرفة الغير إشتمل أطروحة مفترضة مفادها أنه يتعذر النفاذ إلى أعماق الغير ومشاعره، فرغم كل المحاولات التي نقوم بها فإن عالمه سيظل خفيا عنا ، فبإمكاننا تكوين معرفة عن الغير تتعلق بكل ما هو خارجي، أما ما هو داخلي، فسيظل بعيدا عن إدراكنا له ومعرفتنا به وهاته الأطروحة عرفت تجادبا فلسفيا تمثل في أن البعض من الفلاسفة يرون بأن معرفة الغير ضمنية وتبقى مجرد معرفة خارجية وعلى عكسهم يرى البعض الأخر على أن معرفة الغير ممكنة وتكون معرفة كلية به.
ومن وجهتي نظري أرى أن معرفة الغير ممكنة عن طريق التواصل بحيت أن الغير قد يتواصل معي ويبدي لي مشاعره وأحاسيسه وهذا التواصل يمكنني من إسقاط تلك المشاعر على تجربتي السابقة ومعرفة تلك الأحاسيس ومن هنا فإن الفلسفة أصلها السؤال لذالك سننهي بسؤال يفتح لنا بابا أخرا من التأملي الفلسفي دو ابعاد مختلفة فإذا كانت معرفة الغير مستعصية من الناحية الموضوعية فكيف هي العلاقة معه؟
سأكشف لكم تلاميذنا الأعزاء عن خطوات ومراحل تحليلي لهذا السؤال الفلسفي لكي تتعلموا كيف تحللون أي سؤال فلسفي طرح لكم سواء في امتحان القسم او في الإمتحان الوطني
في مرحلة المقدمة :
قمت بوضع تقديم عام حول المجزوءة التي يتأطر ضمنها السؤال المطروح ، بعدها قمت بتحديد المفهوم والمحور الذي ينتمي إليه ، بعدها قمت بطرح المفارقة التي يناقشها ، في الأخير قمت بوضع أسئلة على شكل إشكالية التي تطرقت للإجابة عنها في مرحلة التحليل.
في مرحلة التحليل :
قمت بشرح العبارات والمفاهيم المكونة لهذا السؤال الفلسفي بعدها تطرقت للأطروحة المفترضة في هذا السؤال وقمت بالتوسع فيها، وقمت بتأكدها واتباتها بمثال من الواقع.
في مرحلة المناقشة :
قمت بالتطرق لقيمة الأطروحة اي الإيجابيات ديال الأطروحة المفترضة في السؤال الفلسفي من بعدها قمت بتأكيدها بموقف مساند يتبنى ماجاء به السؤال الفلسفي بعدها قمت بالتطرق إلى حدود الأطروحة أي قمت بدكر سلبياتها اي الجوانب التي أغفلتها وبعدها قمت بذكر الفيلسوف المعارضة لأطروحة السؤال الفلسفي.
في المرحلة الأخيرة الخاتمة :
قمت بخلاصة تركيبية عامة لما تطرقت له في مرحلتي التحليل والمناقشة مع إبداء رأيي الشخصي تم اختتمت بطرح سؤال مفتوح .
ملحوظة هامة :
1-يتم تعريف حرف الاستفهام ''هل'' اذا كان من العبارات المكونة للسؤال ، أما اذا كان السؤال خاليا من حرف الاستفهام هل فيتم الاستغناء عن تعريفه ويكتفى بشرح مفاهيمه وعبارات السؤال فقط .
2- للحصول على الاطروحة المفترضة في السؤال نقوم بحدف حرف الاستفهام وعلامة الإستفهام ''هل'' فقط كالاتي :هل الشخص يتمتع بالحرية؟ === أطروحته هي : الشخص يتمتع بالحرية (مع ضرورة التوسع في هذه الأطروحة وشرحها في حدود أربعة أسطر على الأقل).
هل قيمة الشخص تتجلى في علاقتة مع الغير؟ === أطروحته : قيمة الشخص تتجلى في علاقتة مع الغير(مع ضرورة التوسع في هذه الأطروحة وشرحها في حدود أربعة أسطر على الأقل).
3- حين يضم السؤال اطروحتين مفترضتين : نقوم باختيار احدى الاطروحتين ونناقشها بعد حذف حرف الاستفهام وعلامة الاستفهام مثلا هل الواجب الزام ام التزام قن نختار اطروحة واحدة من قبيل الواجب الزام او قد نختار الواجب التزام .
في الأخير لاتبخلوا علينا بتعليقاتكم الجميلة التي تحفزنا وتدعمنا على تقديم الأفضل وملاحظاتكم حول ما نقوم بنشره ونتمنى لكم النجاح والتوفيق ونقول لكم نحن معكم وهدفنا هو نجاحكم ودعواكم معنا تكفينا.
مدونة نديرو اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا تتمنى لجميع التلاميذ والتلميذات النجاح والتوفيق.