تصحيح نمودج تطبيقي لنص فلسفي ما أساس هوية الشخص؟تصحيح نمودج تطبيقي لنص فلسفي ما أساس هوية الشخص؟

تصحيح نمودج تطبيقي لنص فلسفي ما أساس هوية الشخص؟

تلاميذنا الأعزاء ، متابعي مدونة نديررو اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا ، نقدم تصحيح نمودج تطبيقي لنص فلسفي ما أساس هوية الشخص للثانية بكالوريا جميع الشعب الأدبية والعلمية.

تصحيح نمودج تطبيقي لنص فلسفي ما أساس هوية الشخص؟
تصحيح نمودج تطبيقي لنص فلسفي ما أساس هوية الشخص؟


◇نص الإمتحان الفلسفي المطروح  للتحليل والمناقشة

" ما أساس هوية الشخص؟ نحن لن نهتم بالصفات الهامشية أو العابرة للشخص التي قد يستعان بها، عادة، للتعرف على هوية الشخص في وقت معين، و لكننا سنهتم بكل ما هو ثابت و ضروري لإثبات تفرده، بحيث إذا انتُزِعت منه أي صفة من هذه الصفات فإنه لن يظل هو هو...

إن أول إجابة تخطر بالبال عند مواجهة سؤال من هذا القبيل هي أننا نعرف أنفسنا، كما نعرف الآخرين، اعتمادا على المظهر الجسماني الخارجي. فهذه وسيلة التعرف على ما يُقصد به هوية الشخص. فتبدو في نظرنا "هناء" مثلا فتاة ذات شعر بني اللون، و لون جلدها باهت، و ترتدي ملابس ناعمة... و لكن إذا افترضنا أن "هناء" غيرت لون شعرها و صبغته باللون الأشقر، و تغير لون جلدها بعد تعرضه للشمس، و راحت ترتدي أزياء أخرى، فإنها ستظل هي هي رغم كل ذلك...


توحي التأملات من هذا القبيل بأن هوية الشخص لا ترجع إلى أية مظاهر جسمية على الإطلاق. فإذا تصادف أن فقد الشخص إحدى قدميه أو عينيه في حادث مريع، فإن هوية هذا الشخص لن يعتريها أي نقص... فالتفرد يرجع إلى شيء داخلي أكثر منه إلى شيء خارجي، أي أنه مسألة تمس العقل لا البدن، و بذلك فهو يعود إلى أسباب غير مادية و ليس إلى أسباب مادية. فالظاهر، إذن، أن فقدان الشخص للذاكرة أو لقدرته على التفكير قد يتسبب في حدوث تبدل في الهوية على نحو لا يظهر في حالة فقدان عضو من أعضاء الجسم. و بعبارة أخرى، فإن أي تغير عقلي كبير - بالمقارنة مع كل تغير جسمي كبير - يمكن بسهولة إدراكه بوصفه تغيرا في الهوية ". 
             حلل (ي) وناقش (ي) النص

■ تحليل هذا النص ومناقشته 


 1- مرحلة الفهم :

إن التفكير في مسألة  الوضع البشري هو تفكير في الأساس في وضع الإنسان داخل هذا العالم وكذلك في الشروط والعوامل المتحكمة في بناء هدا الوضع وحيت نتحدت عن طبيعة الوضع البشري فإن خاصيتة المميزة هي التفاعل المستمر القائم بين الإنسان المنظور إليه كشخص له هوية ووجود واقعي والإنسان كغير أي كذات مقابلة للأنا تشاركها الوجود وتختلف معها في الانتماء التقافي والديني وهذا التفاعل لايكون خارج الزمان بل داخله وهذا مايفسر أن الإنسان كائن تاريخي بامتياز يدرك الأزمنة التي يعيشها ويسعي لكتابة تاريخه كجزء من ماضيه. 

وهذا ما نجده الذي نحن بصدد دراسته الذي يتأطر ضمن مجال الوضع البشري بحيث يعالج مفهوم الشخص وبالأخص يعالج قضية الشخص والهوية ، في حين أن مضمون هذا النص الفلسفي عرف عدة مقاربات ومفارقات فلسفية جعلت من قضية هوية الشخص مادة لتقابل أراء الفلاسفة،حيت يرى البعض من الفلاسفة على أن هوية الشخص تتحدد عن طريق العقل،وعلى عكسهم يرى البعض الأخر على أن هوية الشخص تتحدد من خلال الإحساس والتجربة، من خلال هذي المفارقة نستخلص مجموعة من الإشكالات من قبيل: ما الشخص ؟ وما الهوية؟ على ماذا تقوم هويته ؟ هل على أساس العقل أم على أساس البدن ؟ وهل هذه الهوية ثابتة ام متغيرة ؟

2- مرحلة التحليل:

يدافع صاحب النص على فكرة أساسية مفادها أن هوية الشخص لا تتحدد عن طريق الصفات الهامشية كالمظهر الجسماني الخارجي وانما تتحدد عن طريق العقل وقد أكد ذلك عن طريق مجموعة من الامثلة على أن هوية الشخص تضل تابثة مهما طرأ التغيير على مستوى المظهر الجسماني الخارجي في حين أنه إذا مس التغيير العقل فسيطراً تبديل كبير واختلاف يؤدي الى تغير في الهوية كفقدان الذاكرة او القدرة على التفكير مثلا،وهذا ما يكشف عن نفسه بقوة من خلال حضور شبكة مفاهيمية تتمثل في :
الشخص ، الهوية ، العقل ، الذاكرة ثم البدن والمحكومة بعلاقة منطقية تكاملية يمكن التعبير عن دلالتها نسقيا كالثالي:  فالشخص من المنظور الفلسفي باعتباره ذات واعية عاقلة مفكرة حرة و مسؤولة عن عن أفعالها وتصرفاتها أخلاقيا وقانونيا، ما يحدد هويته التي تجعله مطابقا لذاته ومختلفا عن شخص آخر، هو العنصر القائم على مجموع الأفكار والمبادئ الذهنية التي تمكنه من الوعي بذاته وبمعطيات عالمه الخارجي ، هذه المعطيات التي يعمل على تخزينها في الذاكرة باعتبارها امتداد لذكرياته وحلقة وصل بين ماضيه وحاضرة، الشيء يفسر أن العقد العقلي هو المحدد الجوهري لهوية الشخص لا البعد البيولوجي البدني الخارجي المعرض للزوال والتلف.

بالإضافة إلى الإعتماد على المفاهيم الفلسفية السالفة الذكر ، استتمر صاحب النص مجموعة من الأساليب الحجاجية والروابط المنطقية لإقرار  مصداقية موقفه كما أنها اعطت للنص مناعة فلسفية فنجده استعمل أسلوب الاستفهام "ما أساس هوية الشخص"وذلك قصد اثارة الانتباه، ثم أسلوب النفي "نحن لن نهتم ... هذا بالإضافة الى أسلوب المثال وذلك انطلاقا من مثال "هناء" وقد ساعدت هذه الاساليب الحجاجية في اغناء الاطروحة الأساسية في هذا النص  والدفاع عنها.

وبهذا فقد تم تفكيك النص  داخل إطار منتظم المعالم حيت تم إبراز موقف صاحب النص الذي أكد على أن هوية الشخص لا تتحدد عن طريق الصفات الهامشية كالمظهر الجسماني الخارجي وانما تتحدد عن طريق العقل إعطاء ، مع إعطاء الأفكار الأساسية لهذا النص ومايليها من مفاهيم وأساليب حجاجية ولغوية مما أعطى للتحليل قوة  ومناعة فلسفية.

3- مرحلة المناقشة : 

تكمن قيمة اطروحة هذا النص الفلسفي في أنها دافعت على أن هوية الشخص لا تتحدد عن طريق الصفات الهامشية كالمظهر الجسماني الخارجي وانما تتحدد عن طريق العقل ، وفي نفس السياق يري الفيلسوف "ديكارت" الذي يتفق نوعا ما مع أطروحة صاحب النص، فديكارت يرى بدوره أن الفكر او العقل هو أساس هوية الشخص باعتباره ملكة فطرية أي أن الشخص يكتسب هويته وتتحدد لديه انطلاقا من المعطيات الفطرية التي يعرفها مسبقا بالفطرة من خلال عقله او فكره.

إن الفلسفة لاتؤمن بالكمال فلا بد لنا ان نخضع لمجهر الفلسفة لذا فإن هذا التصور  ليس كاملا ويستحق النقض ويستحق المراجعة ويستحق أن تكون لديه ماهية نقدية من طرف الفلسفة لذا فمجموعة من الفلاسفة قد عارضو التصور السابق وأبرزو مجموعة من الحجج التي بينت نقاط ضعف التصور الأول،ومن هؤولاء الفلاسفة "جون لوك" الذي يؤكد على كون أساس هوية الشخص تتجلى في الشعور او الاحساس وينفي كليا العقل او الفكر وذلك لاعتباره أن العقل مجرد صفحة بيضاء تنقل اليه المعطيات الخارجية عن طريق الاحساس والتجربة.

4- مرحلة الخاتمة: 

إجمالا يمكن القول أن  قضية الهوية الشخصية في هذا النص إشتملت أطروحة أساسية مفادها  أن هوية الشخص تكمن في العقل لا في البدن ولا حتى في المظاهر الخارجية، وهاته الأطروحة عرفت  تجادبا فلسفيا تمثل في أن البعض من الفلاسفة رأو بأن الفكر او العقل هو أساس هوية الشخص باعتباره ملكة فطرية أي أن الشخص يكتسب هويته وتتحدد لديه انطلاقا من المعطيات الفطرية التي يعرفها مسبقا بالفطرة من خلال عقله او فكره، وعلى عكسهم رأى البعض الأخر على كون أساس هوية الشخص تتجلى في الشعور او الاحساس وينفون كليا العقل او الفكر وذلك لاعتبارهم أن العقل مجرد صفحة بيضاء تنقل اليه المعطيات الخارجية عن طريق الاحساس والتجربة.

ومن وجهتي نظري أرى أناعتقد ان جل المواقف السابقة تتكامل فيما بينها لان كل واحد منها قد أبرز لنا جانبا خفيا من قضية هوية الشخص.
ومن هنا فإن الفلسفة أصلها السؤال لذالك سننهي بسؤال يفتح لنا بابا أخرا من التأملي الفلسفي دو ابعاد مختلفة فهل بتحديد الشخص لهويته سيمكنه من الحفاض على قيمته؟

ملاحظة هامة : لا تكتب العناصر التي تم تظليلها باللون الأصفر في منجزك الشخصي ، ولقد تم إدراجها في تحليل ومناقشة هذا النص الفلسفي على سبيل التوضيح فقط .

مدونة نديروا اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا تتمنى لجميع تلاميذها ومتابعيها النجاح والتوفيق 

 عماد الدين زهير
عماد الدين زهير
عماد الدين زهير مدون مغربي صاحب موقع نديروا اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا،حاصل على شهادة البكالوريا في شعبة الأداب والعلوم الانسانية سنة 2015 ،حاصل كذلك على شهادة الإجازة في القانون الخاص، هدفي من وضع هذا الموقع هو مساعدة تلاميذ البكالوريا من أجل نحاحهم وتوفقهم.
تعليقات