منهجية تحليل نص فلسفي منهجية مبسطة وفعالة لتلاميذ الباكالوريا
تلاميذنا الأعزاء، نقدم لكم في هذه الحصة منهجية رائعة وممتازة لتحليل أي نص فلسفي في مادة الفلسفة، سواء طُرح لكم في امتحان القسم أو في الامتحان الوطني، ننصحكم باتباعهاوالاعتماد عليها لأنها تراعي جميع الشروط والضوابط المطلوبة لتحليل النص الفلسفي.
إذا اتبعتم معي هذه المنهجية، غادي تجيبوا 16 و17 و18 في هذه المادة.
ملاحظة هامة:
لا تكتب العناصر التي تم تظليلها باللون الأصفر في منجزك الشخصي، ولقد تم إدراجها في هذه المنهجية على سبيل الشرح والتوضيح فقط.
◇ مرحلة المفهم
في هذه المرحلة يُطلب منك وضع تقديم عام حول المجزوءة التي يتأطر ضمنها السؤال الفلسفي المطروح، مع تحديد المفهوم والمحور الذي ينتمي إليه، وطرح المفارقة والإشكالية.
سأقدم لكم نموذج مقدمة حول مجزوءة "الوضع البشري"، وأنتم تقومون ببناء مقدمات خاصة بكم حول كل مجزوءة.
يعدُّ الخوض في إشكالية الوضع البشري انفتاحًا على أفق فلسفي يعالج ماهية الإنسان بوصفه كائنًا عاقلًا وواعياً بوجوده، يتجلى ذلك عبر مستويات متعددة تشمل البعد الفكري، الوجداني، الاجتماعي، الثقافي، التاريخي، والوجودي.
في هذا السياق، يبرز مفهوم (ذكر المفهوم الذي يعالجه النص الفلسفي المطروح) بوصفه عنصرًا محوريًا ضمن إشكالية (ذكر المحور الذي يعالجه النص الفلسفي)، حيث يتمحور النقاش حول التفاعل الجدلي بين (ذكر المفاهيم الفلسفية الموجودة في النص الفلسفي دون تعريفها).
○ كيفية صياغة الإشكالات الفلسفية
ينبثق عن هذا التفاعل الفلسفي تساؤلات جوهرية:
(هنا يُطلب منك وضع الإشكالات المرتبطة بالسؤال الفلسفي)
(أعلم أن الكثير من التلاميذ يجدون صعوبة في صياغة الإشكالات بدقة، وأقترح عليكم الصياغة التالية):
-
سؤال حول المفهوم
مثال: إذا كان النص يتناول مفهوم الشخص، نطرح سؤالًا كالتالي:
ما الشخص؟ -
سؤال حول المحور
مثال: إذا كان النص يتناول محور "الشخص بوصفه قيمة"، نطرح السؤال:
أين تكمن قيمته؟ -
نطرحو سؤال مستفاد من النص
(هنا نقوم بقراءة النص او نشوفو علاياش كيهدر مثلا قمنا بقراءة النص او عرفنا بأنه يتحدث لنا بأن الدولة غاية في ذاتها نطرح السؤال هكذا وهل هي غاية في ذاتها ام مجرد وسيلة؟)
◇ استخراج أطروحة النص ومستويات التحليل
تدفعنا المستويات الإشكالية أعلاه إلى الانفتاح على أهم اللحظات الدلالية للنص، التي يمكن اختزالها في أطروحة صريحة تراهن على أن (ذكر أطروحة النص).
وهذا ما يكشف عن نفسه بقوة من خلال حضور شبكة مفاهيمية تتمثل في (ذكر المفاهيم الموجودة في النص الفلسفي بدون تعريفها)، والمحكومة بعلاقة منطقية تكاملية يمكن التعبير عن دلالتها نسقياً كالتالي:
فـ (ذكر المفهوم الأول وتعريفه)، أما (ذكر المفهوم الثاني وتعريفه)، في حين يُقصد بـ (ذكر المفهوم الثالث وتعريفه).
●● التحليل الحجاجي للنص الفلسفي
وللدفاع عن أطروحته، عمد صاحب النص إلى توظيف بنية حجاجية متماسكة كشفت عن الطابع الفلسفي لخطابه وساهمت في ترسيخ مشروعية موقفه، فقد استهل تحليله بأسلوب التعريف، حيث عرف بعض المفاهيم الأساسية مثل (الحرية التي عرفها بأنها "الخضوع للقانون الذاتي لا غياب القوانين"، أو الوعي باعتباره "إدراك الذات لعلاقتها بالعالم")، مما ساعد على ضبط الإشكال وتوجيه التفكير نحو فهم دقيق للمفاهيم المتداولة.
كما لجأ إلى أسلوب المقارنة، من خلال المقابلة بين مواقف متباينة كما هو الحال( بين النظرة الديكارتية للعقل التي تعتبره مصدراً للمعرفة اليقينية، والنظرة التجريبية التي تربط المعرفة بالحواس فقط)، بهدف إبراز أوجه التباين والاختلاف، وتدعيم موقفه الخاص.
إلى جانب ذلك، وظف أسلوبي الشرح والتفسير، حيث عمل على بسط أفكاره وتعليلها انطلاقاً من معطيات عقلية أو واقعية، كأن فسّر (الحرية الحقيقية بأنها "اختيار المبادئ التي يحكم بها الفرد نفسه"، وهو ما عزز طابع الخطاب البرهاني).
ولم يتردد في استخدام أسلوب النفي لتفنيد بعض التصورات السائدة، وذلك بنفي (مشروعيتها المنطقية، مثل نفي القول بأن "الإنسان مجرد كائن بيولوجي"، مبرزاً قصورها أو تناقضها الداخلي).
كما حضر أسلوب الدحض بوضوح من خلال تفنيد الأطروحة المناقضة بأسلوب نقدي عقلاني، حين فند أطروحة (تعتبر الذاكرة وحدها أساس الهوية، مؤكدًا أن فقدان الذاكرة لا يعني فقدان الذات، ويُعزز قوة موقفه).
ولتقريب المعنى من ذهن القارئ، لجأ إلى أسلوب المثال، معتمداً على حالات واقعية أو افتراضية تُجسد الفكرة، كمثال (العبد الذي يطيع سيده خوفاً وليس اختياراً، لتوضيح الفرق بين الحرية الحقيقية والعبودية).
إن هذا التنوع في الآليات الحجاجية أكسب النص بعداً فلسفياً عميقاً، ومناعة إقناعية قوية، تؤهله للصمود أمام مختلف أشكال الاعتراض.
وبهذا فقد تم تفكيك النص داخل إطار منتظم المعالم، حيث تم إبراز موقف صاحب النص الذي أكد على أن (ذكر ملخص أطروحة النص)، مع إعطاء الأفكار الأساسية وما يليها من مفاهيم وأساليب حجاجية ولغوية، مما أعطى للتحليل مناعة فلسفية.
فإلى أي حد يمكن اعتبار هذا التصور حلاً نهائياً للإشكالية المطروحة؟
□□ مرحلة المناقشة الفلسفية
أ- تحديد قيمة الأطروحة وموقف مؤيد
تكمن قيمة أطروحة هذا النص في أنها دافعت على أن (ذكر ملخص أطروحة صاحب النص). وفي نفس السياق يرى الفيلسوف (ذكر اسم الفيلسوف المؤيد وموقفه) بمعنى نقوم بوضع موقف فيلسوف يقول نفس الكلام الذي قاله صاحب النص.
ب- حدود أطروحة النص :موقف معارض للأطروحة
وعلى عكس هذا الطرح، فإن الطرح الذي يرى بأن (هنا تذكر اسم المحور مثلا إمكانية معرفة الغير) لديه حدود فلسفية ونقاط ضعف فلسفية ومنطقية قد تكلم عليها مجموعة من الفلاسفة حيث ينظرون إلى أن (هنا تذكر نقاط ضعف أطروحة صاحب النص مثلا الغير من المستحيل معرفته). ومن هؤلاء الفلاسفة (هنا تذكر اسم الفيلسوف المعارض والموقف دياله).
إذن، فإن هذا التقابل الفلسفي يجعل من الآراء المختلفة في هذا الإشكال آراء ذات قالب جدلي هدفه الوصول إلى الحقيقة، ومن هنا نجد أن هذه القضية الفلسفية تجعل منه محطة نقاش وحوار وبحث فلسفي إلى يومنا هذا.
◇ خاتمة تحليل ومناقشة النص الفلسفي
نخلص من خلال ما سبق تحليله ومناقشته واستنتاجه أن هذا النص قد أفرز لنا مجموعة من المواقف المتعارضة، حيث أكد لنا صاحب النص ومؤيدوه على أن (هنا تضع الفكرة باختصار ولا تكثر)، في حين ينفي معارضهم هذا القول ويرى أن (لا تذكر اسمه فقط الموقف دياله مختصر)، وفي ظل تضارب هذه المواقف والتصورات يمكن طرح التساؤل التالي:
(هنا تطرح سؤالًا انتقاليًا يفتح على المحور أو المجزوءة التي يتناولها السؤال).
اكتشف كيف تطبّق هذه المنهجية بذكاء في تحليل أي نص فلسفي – شاهد الشرح بالفيديو
في الأخير نتمنى من الله أن نكون قد وفقنا في وضع منهجية تحليل أي نص فلسفي طرح لكم، سواء في امتحانات القسم أو في الامتحان الوطني، إلى أن نلتقي إن شاء الله في الحصة المقبلة التي سنتطرق فيها إلى شرح منهجية القولة والسؤال الفلسفي، التي ستجدونها بالمدونة.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، دمتم في عناية الله.
مدونة نديروا اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا تتمنى لجميع تلاميذها النجاح والتوفيق، وتقول لكم نحن معكم وهدفنا هو نجاحكم.
نسعد بتعليقاتكم الجميلة التي تحفزنا على تقديم الأفضل.