تحليل رائع للسؤال الفلسفي هل موضعة الظاهرة الإنسانية ممكنة ؟

تحليل جميل للسؤال الفلسفي هل موضعة الظاهرة الإنسانية ممكنة ؟


 نقدم لكم تلاميذنا الأعزاء تحليل رائع وجميل للسؤال للفلسفي:

هل موضعة الظاهرة الإنسانية ممكنة؟

نرجوا منكم تلاميذنا الأعزاء الإستفادة من تحليلنا لهذا السؤال الفلسفي وكذا تعلم كيفية الإجابة علي اي سؤال فلسفي طرح لكم سواء في امتحان القسم أو في الامتحان الوطني

نضعكم الأن مع تحليل السؤال الفلسفي 

تشكل المعرفة بعدا هاما من أبعاد الإنسان، لأن الإنسان يتحدد باعتباره كائن عارف وعاقل، تمكن من خلال وعيه بذاته وبالأشياء من حوله من أن ينتج مجموعة من المعارف يتعقل بها ذاته والعالم الذي يعيش فيه حيث تتطلب المعرفة وجود ذات عارفة متصفة بالوعي والعقل، وموضوع قابل للمعرفة. الأمر الذي
يستوجب خروج الإنسان من ذاته والتوجه نحو الموضوعات من أجل بناء المعارف حولها ،والسؤال قيد الدراسة يحيلنا على مفهوم العلمية في العلوم الإنسانية وبالأخص يعالج قضية موضعة الظاهرة الإنسانية، في حين أن مضمون هذا السؤال الفلسفي عرف عدة مقاربات ومفارقات فلسفية جعلت البعض من الفلاسفة يرون على أن هناك صعوبة في موضعة العلوم الإنسانية ، وعلى عكسهم يرى البعض الأخر أن موضعة الظاهرة الإنسانيةممكنة .
من خلال هذه المفارقة نستنتج مجموعة من الاشكالات من قبيل :

ما الموضعة؟
وما الظاهرة الإنسانية؟
وهل يمكن موضعة الظاهرة الإنسانية؟
بمعنى أخر هل يمكننا عزل الظاهرة الإنسانية التي يتداخل فيها ما هو نفسي واجتماعي وثقافي ودراستها دراسة موضوعية كما ندرس الموضوعات الطبيعية في العلوم التجريبية؟

إﺫﻥ ﻛﺨﻄﻮﺓ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺷﻜﺎلات التي ﻳﻨﻄﻮﻱ عليها ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ ﻳﻘﺘﻀﻲ منا الأﻣﺮ ﺍﻟﺤسم ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﺆﺛﺜﺔ ﻟﺒﻨﻴﺘﻪ ، فهل  أداة استفهام غالبا ما تقرن بين قضيتين اثنتين أو اجابتين مختلفتين فتحتمل بذلك الصدق أو الكذب ، كما أنها تحيل على أطروحة فلسفية مصرح بها، وأخرى ضمنية،  في حين يقصد بمفهوم الموضعة دراسة الظاهرة دراسة موضوعية وذلك بملاحظتها ووصفها كموضوع خارجي معزول عن ذات الباحث، بحيث تكون الأحكام نابعة من الموضوع كما هو في الواقع، يعني ينبغي على العالم الإنصات إلى الظاهرة وتسجيل ما تمليه عليه الظاهرة المدروسة بعيدا عن تدخل الأفكار المسبقة والاعتقادات الدينية والفلسفية والإيديولوجية وغيرها، وذلك من أجل تقديم تفسير دقيق للظاهرة بالوقوف عن الأسباب المتحكمة فيها، أما لفظ الظاهرة الانسانية فتعني مجموعة من الحوادث الانسانية التي تنتج عن تفاعل الانسان مع نظرائه من البشر وكذلك تأثيره وتأثره بالزمان والمكان بحكم أنه كائن واع وتفاعلي.

 من خلال تحليل عبارات السؤال  إتضح لي  أنه يتضمن أطروحة مفترضة مفادها أنه لا يمكن موضعة الظاهرة الإنسانية فذات الملاحظ أو المجرب تتأثر بالظاهرة وتؤثر فيها، كما أنها تتغير وتغير الظاهرة، بسبب التداخل الموجود بين الذات والموضوع، وهو ما يحول دون الموضعة، كما أن عائق تمركز ذات الباحث الذي ينظر إلى الموضوع من خلال اعتقاداته وتصوراته الخاصة. وبما أن الباحث جزء من الموضوع ومنخرط فيه، فهو يعتقد أن تقنيات وطرائق البحث الموضوعي ليست ضرورية، فيكتفي بمعرفته الحدسية العفوية المسبقة بالظاهرة. ولا يخفى علينا أن الظاهرة الإنسانية واعية ومتغيرة باستمرار ومنتجة للدلالات والرموز التي لا يمكن فهمها بشكل مباشر، كل ذلك يعقد مهمة الباحث في محاولته بناء موضوعه بناء موضوعيا عندما يتعلق الأمر بالظاهرة الإنسانية.

فالإنسان كائن واع يتصرف عن وعي وهدف ولسلوكه معنى وقصد على عكس الأشياء، فالفرد في علم النفس وعلم الاجتماع مثلا يتطور بين التجربة الأولى والثانية بفضل تدخل الذات والوعي المدرك للدلالات والمعاني، فالعامل الذي أدى إلى تخويفه في لحظة معينة ينعدم مفعوله في التجربة الثانية والثالثة، والباحث الاجتماعي مثلا ومن خلال دراسته الميدانية حول ظاهرة معينة لا يستطيع الانفصال عن مجتمعه الذي يشكل موضوع دراسته فالانتماء الطبقي أو المهني أو القومي للباحث يجعله يسقط في الذاتية التي تفتح المجال أمام تداخل المعتقدات والقيم في الدراسة السوسيولوجية، مما يعني أن الباحث لا يستطيع تحقيق مبدأ الحياد حتى ولو رغب في ذلك لكونه يعيش مفارقة كبرى، فهو جزء من الجماعة التي ينتمي اليها ويسعى الى دراستها وفي نفس الوقت فهو مطالب بالتموقع خارجها وأن يظل بعيدا عما يرتبط به من قيم ومعتقدات.

تكمن قيمة مضمون هذا السؤال الفلسفي في كونه دافع  على أنه لا يمكن موضعة الظاهرة الإنسانية في كونه ركز على خصوصية الانسان وقيمته وتميزه وبالتالي دعوته إلى منهج ومقاربة جديدين للإنسان تراعي خصوصيته، فالظواهر الإنسانية فريدة متغيرة بتغير الأوضاع وغير قابلة للتكرار لأن التاريخ لا يعيد نفسه، وبالتالي فالظواهر الإنسانية تكون نتائجها نسبية، كما نلاحظ صعوبة تعميم نتائج العلوم الإنسانية إما لندرة الظواهر المماثلة، أو لاختلاف المجتمعات، هذه الأفكار بالتحديد هي التي أكدها جون بياجي حيث اعتبر أن مطلب فصل الذات عن الموضوع في العلوم الإنسانية صعب التحقق. فمادامت العلوم الإنسانية حديثة النشأة فإن تحقيق موضعة الظاهرة لا يرقى إلى المطلوب، أضف إلى ذلك طبيعة الموضوع المتمثل في الذات، فذات الملاحظ أو المجرب تتأثر بالظاهرة وتؤثر فيها، كما أنها تتغير وتغير الظاهرة بسبب التداخل الموجود بين الذات والموضوع، وهو ما يحول دون الموضعة، وأهم عائق حسب بياجي يتمثل في تمركز ذات الباحث الذي ينظر إلى الموضوع من خلال اعتقاداته وتصوراته الخاصة. وبما أن الباحث جزء من الموضوع ومنخرط فيه، فهو يعتقد أن تقنيات وطرائق البحث الموضوعي ليست ضرورية، فيكتفي بمعرفته الحدسية العلوية المسبقة بالظاهرة، بالإضافة إلى ذلك فالظاهرة الإنسانية واعية ومتغيرة باستمرار ومنتجة للدلالات والرموز التي لا يمكن فهمها بشكل مباشر. كل ذلك يعقد مهمة الباحث في محاولته بناء موضوعه بناء موضوعيا عندما يتعلق الأمر بالظاهرة الإنسانية.

إن الفلسفة لاتؤمن بالكمال فلا بد لنا ان نخضع لمجهر الفلسفة لذا فإن  التصور السابق ليس كاملا ويستحق النقض ويستحق المراجعة ويستحق أن تكون لديه ماهية نقدية من طرف الفلسفة لذا فمجموعة من الفلاسفة قد عارضو التصور السابق وأبرزو مجموعة من الحجج التي بينت نقاط ضعف التصور الأول،ومن هؤولاء الفلاسفة  أوغست كونت الذي أكد  على أن دراسة الظواهر الإنسانية دراسة موضوعية ممكنة شريطة أن يتحرر الباحث من كل التصورات اللاهوتية والميتافيزيقية لأنها تنتمي لمرحلة لم تعمل إلا على عرقلة العلم وبالتالي فالمرحلة الوضعية تمكن الباحث من خلال مناهجها وتقنياتها من تفسير وتحليل الظواهر الإنسانية عموما والاجتماعية خصوصا في هذا الصدد دافع أوغست كونت على تأسيس علم اجتماع يستند على مبدأ السببية والملاحظة وغايته الكشف على القوانين والعلاقات القائمة بين الظواهر، وفي نفس السياق نجد إميل دوركايم باعتباره وريث المدرسة الفرنسية في العلوم الإنسانية بالدفاع على إمكانية موضعة الظاهرة الإنسانية في علم الاجتماع حيث دافع على أن الظواهر الاجتماعية يجب أن ننظر إليها باعتبارها أشياء ووقائع مادية توجد في استقلال عن وعي الأفراد وعن وجودهم المستقل وتمارس قهرا عليهم، والأهمية العلمية لدوركايم كأحد مؤسسي علم الاجتماع تتمثل في محاولته صياغة قواعد علمية تكون منطلقا لعلم جديد اسمه علم الاجتماع، وهذه القواعد حسب إميل دوركايم والتي تمكن العلوم الإنسانية من موضعة الظاهرة الإنسانية هي:
- النظر إلى الظاهرة الاجتماعية باعتبارها شيء له وجوده المستقل عن الوجود الفردي وبالتالي يمكننا ملاحظتها ودراستها دراسة علمية وموضوعية
- أن يقطع الباحث مع تمثلاته وأفكاره المسبقة عن الموضوع المدروس ضمانا للموضوعية.

إجمالا يمكن القول أن  موضوع  موضعة الظاهرة الإنسانية إشتمل أطروحة مفترضة مفادها أنه لا يمكن موضعة الظاهرة الإنسانية،وهاته الأطروحة عرفت  تجادبا فلسفيا تمثل في أن البعض من الفلاسفة رأو بأن موضعة الظاهرة الإنسانية شيء صعب التحقق ، وعلى عكسهم رأى البعض الأخر على  أن دراسة الظواهر الإنسانية دراسة موضوعية ممكنة شريطة أن يتحرر الباحث من كل التصورات اللاهوتية والميتافيزيقية.

 ومن وجهتي نظري أرى مسألة الموضوعية في العلوم الإنسانية كونها صعبة التحقق بحيث أن تداخل الذات والموضوع يشكل أحد أهم العوائق التي تحول دون موضوعة الظاهرة الإنسانية ومن هنا فإن الفلسفة أصلها السؤال لذالك سننهي بسؤال يفتح لنا بابا أخرا من التأملي الفلسفي دو ابعاد مختلفة هل بإمكان العلوم الإنسانية تفسير ظواهرها والتنبؤ بها أم أنها تكتفي فقط بفهمها؟

سأكشف لكم تلاميذنا الأعزاء عن خطوات ومراحل تحليلي لهذا السؤال الفلسفي لكي تتعلموا كيف تحللون أي سؤال فلسفي  طرح لكم سواء في امتحان القسم او في الإمتحان الوطني

في مرحلة المقدمة :

  قمت بوضع تقديم عام حول المجزوءة التي يتأطر ضمنها السؤال المطروح ، بعدها قمت بتحديد المفهوم والمحور الذي ينتمي إليه ، بعدها قمت بطرح المفارقة التي يناقشها ، في الأخير قمت بوضع أسئلة على شكل إشكالية التي تطرقت للإجابة عنها في مرحلة التحليل.

 في مرحلة التحليل :

  قمت بشرح العبارات والمفاهيم المكونة لهذا السؤال الفلسفي بعدها تطرقت  للأطروحة المفترضة في هذا السؤال وقمت بالتوسع فيها، وقمت بتأكدها وإتباتها بمثال من الواقع.

في مرحلة المناقشة :

قمت بالتطرق لقيمة الأطروحة اي الإيجابيات ديال  الأطروحة المفترضة في السؤال الفلسفي من بعدها قمت بتأكيدها بموقف مساند يتبنى ماجاء به السؤال الفلسفي بعدها قمت  بالتطرق إلى حدود الأطروحة أي قمت بدكر سلبياتها اي الجوانب التي أغفلتها وبعدها قمت بذكر الفيلسوف المعارضة لأطروحة السؤال الفلسفي. 

في المرحلة الأخيرة الخاتمة :

  قمت بخلاصة تركيبية عامة لما تطرقت له في مرحلتي التحليل والمناقشة  مع إبداء رأيي الشخصي  تم اختتمت  بطرح سؤال مفتوح .

في الأخير لاتبخلوا علينا بتعليقاتكم الجميلة التي تحفزنا وتدعمنا على تقديم الأفضل وملاحظاتكم حول ما نقوم بنشره ونتمنى لكم النجاح والتوفيق ونقول لكم نحن معكم وهدفنا هو نجاحكم ودعواكم معنا تكفينا.  

مدونة نديرو اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا تتمنى لجميع التلاميذ والتلميذات النجاح والتوفيق

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-