ما أساس هوية الشخص؟ تصحيح نموذج تطبيقي لنص فلسفي للثانية باكالوريا

ما أساس هوية الشخص؟ تصحيح نموذج تطبيقي لنص فلسفي للثانية باكالوريا

تلاميذنا الأعزاء، متابعي مدونة "نديروا اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا"، نقدم لكم ما أساس هوية الشخص؟ تصحيح نموذج تطبيقي لنص فلسفي للثانية باكالوريا،موجه لتلاميذ الثانية باكالوريا بجميع الشعب الأدبية والعلمية.

تصحيح نمودج تطبيقي لنص فلسفي ما أساس هوية الشخص؟
تصحيح نمودج تطبيقي لنص فلسفي ما أساس هوية الشخص؟

📘 نص الامتحان الفلسفي:

"ما أساس هوية الشخص؟ نحن لن نهتم بالصفات الهامشية أو العابرة للشخص التي قد يُستعان بها، عادة، للتعرف على هوية الشخص في وقت معين، ولكننا سنهتم بكل ما هو ثابت وضروري لإثبات تفرده، بحيث إذا انتُزِعت منه أي صفة من هذه الصفات فإنه لن يظل هو هو...

إن أول إجابة تخطر بالبال عند مواجهة سؤال من هذا القبيل هي أننا نعرف أنفسنا، كما نعرف الآخرين، اعتمادًا على المظهر الجسماني الخارجي. فهذه وسيلة التعرف على ما يُقصد به هوية الشخص. فتبدو في نظرنا "هناء" مثلًا فتاة ذات شعر بني اللون، ولون جلدها باهت، وترتدي ملابس ناعمة...

ولكن إذا افترضنا أن "هناء" غيرت لون شعرها وصبغته باللون الأشقر، وتغير لون جلدها بعد تعرضه للشمس، وراحت ترتدي أزياء أخرى، فإنها ستظل هي هي رغم كل ذلك... توحي التأملات من هذا القبيل بأن هوية الشخص لا ترجع إلى أية مظاهر جسمية على الإطلاق.

فإذا تصادف أن فقد الشخص إحدى قدميه أو عينيه في حادث مريع، فإن هوية هذا الشخص لن يعتريها أي نقص... فالتفرد يرجع إلى شيء داخلي أكثر منه إلى شيء خارجي، أي أنه مسألة تمس العقل لا البدن، وبذلك فهو يعود إلى أسباب غير مادية وليس إلى أسباب مادية.

فالظاهر، إذن، أن فقدان الشخص للذاكرة أو لقدرته على التفكير قد يتسبب في حدوث تبدل في الهوية على نحو لا يظهر في حالة فقدان عضو من أعضاء الجسم. وبعبارة أخرى، فإن أي تغير عقلي كبير - بالمقارنة مع كل تغير جسمي كبير - يمكن بسهولة إدراكه بوصفه تغيرًا في الهوية."


🧩 المطلوب:

حلل(ي) وناقش(ي) النص.


🧪 تحليل ومناقشة نص فلسفي حول "هوية الشخص"


✍️ 1. مرحلة الفهم:

إن التفكير في مسألة الوضع البشري هو تفكير في وضع الإنسان داخل هذا العالم، وكذلك في الشروط والعوامل المتحكمة في بناء هذا الوضع، وحين نتحدث عن طبيعة الوضع البشري فإن خاصيته المميزة هي التفاعل المستمر القائم بين الإنسان كشخص له هوية ووجود واقعي، والإنسان كذات مقابلة للأنا تشاركها الوجود وتختلف معها في الانتماء الثقافي والديني.

وهذا التفاعل لا يكون خارج الزمان بل داخله، وهذا ما يفسر أن الإنسان كائن تاريخي بامتياز يدرك الأزمنة التي يعيشها ويسعى لكتابة تاريخه كجزء من ماضيه.

والنص الذي نحن بصدد دراسته يتأطر ضمن مجال الوضع البشري، بحيث يعالج مفهوم الشخص وبالأخص يعالج قضية الشخص والهوية.

في حين أن مضمون هذا النص الفلسفي عرف عدة مقاربات ومفارقات جعلت من قضية هوية الشخص مادة لتقابل آراء الفلاسفة، حيث يرى البعض أن هوية الشخص تتحدد عن طريق العقل، وعلى العكس منهم يرى البعض الآخر أن هوية الشخص تتحدد من خلال الإحساس والتجربة.

من خلال هذه المفارقة نستخلص مجموعة من الإشكالات الفلسفية، من قبيل:
ما الشخص؟ وما الهوية؟ على ماذا تقوم هويته؟ هل على أساس العقل أم على أساس البدن؟ وهل هذه الهوية ثابتة أم متغيرة؟


🔍 2. مرحلة التحليل:

يدافع صاحب النص عن فكرة أساسية مفادها أن هوية الشخص لا تتحدد عن طريق الصفات الهامشية كالمظهر الجسماني الخارجي، وإنما تتحدد عن طريق العقل.

وقد أكد ذلك عن طريق مجموعة من الأمثلة على أن هوية الشخص تظل ثابتة مهما طرأ التغيير على مستوى المظهر الجسماني الخارجي، في حين أن التغيير إذا مس العقل فسيطرأ تبدل كبير واختلاف يؤدي إلى تغير في الهوية، كفقدان الذاكرة أو القدرة على التفكير مثلًا.

ويكشف هذا الموقف عن نفسه من خلال حضور شبكة مفاهيمية تتمثل في:
الشخص، الهوية، العقل، الذاكرة، البدن، وهي مفاهيم محكومة بعلاقة منطقية تكاملية.

فالشخص من المنظور الفلسفي هو ذات واعية، عاقلة، مفكرة، حرة، مسؤولة عن أفعالها وتصرفاتها أخلاقيًا وقانونيًا، وما يحدد هويته هو العنصر القائم على مجموع الأفكار والمبادئ الذهنية التي تمكنه من الوعي بذاته وبعالمه.

ويخزنها في الذاكرة باعتبارها امتدادًا لذكرياته وحلقة وصل بين ماضيه وحاضره، الشيء الذي يفسر أن العقل هو المحدد الجوهري لهوية الشخص، لا البعد البيولوجي البدني الخارجي المعرض للزوال والتلف.

كما اعتمد صاحب النص على مجموعة من الأساليب الفلسفية الحجاجية التي عززت فكرته الأساسية ودعمت أطروحته بشكل فعّال.

 يظهر ذلك من خلال استخدامه أسلوب الاستفهام مثل السؤال "ما أساس هوية الشخص؟"، نجح في جذب انتباه القارئ وتحفيزه على التفكير العميق في الموضوع. كما وظّف أسلوب النفي في عبارة "نحن لن نهتم..." لنفي الأفكار السطحية والتركيز على الجوانب الثابتة والجوهرية لهوية الشخص. إضافة إلى ذلك، استعمل أسلوب المثال عبر سرد حالة "هناء"، ليقرب الفكرة الفلسفية المجردة إلى تجربة واقعية ملموسة يسهل فهمها كل هذه الأساليب تضافرت معًا لتقوية الحجة الفلسفية للنص، وجعلت الدفاع عنها أكثر إقناعًا وترابطًا.


🧠 3. مرحلة المناقشة:

تكمن قيمة أطروحة النص الفلسفي في أنها تدافع عن أن هوية الشخص لا تتحدد عن طريق الصفات الهامشية وإنما عن طريق العقل.

ويؤيد هذا الطرح الفيلسوف ديكارت، الذي يرى أن الفكر أو العقل هو أساس هوية الشخص، باعتباره ملكة فطرية. أي أن الشخص يكتسب هويته ويتحدد انطلاقًا من معطيات فطرية يعرفها مسبقًا من خلال العقل أو الفكر.

لكن الفلسفة لا تؤمن بالكمال، لذا فإن هذا التصور يستحق النقد.
وقد عارضه فلاسفة آخرون، مثل جون لوك، الذي أكد أن أساس هوية الشخص يتجلى في الشعور أو الإحساس، حيث يعتبر أن العقل مجرد صفحة بيضاء تُنقل إليه المعطيات الخارجية عن طريق الإحساس والتجربة.


📝 4. مرحلة الخاتمة:

إجمالًا، يمكن القول إن قضية الهوية الشخصية في هذا النص ترتكز على أطروحة مفادها أن هوية الشخص تكمن في العقل لا في البدن ولا في المظاهر الخارجية.

وقد عرفت هذه الأطروحة تجاذبًا فلسفيًا بين من يرى أن الفكر هو أساس الهوية، ومن يرى أن الإحساس والتجربة هما الأساس.

ومن وجهة نظري، أعتقد أن المواقف السابقة تتكامل فيما بينها، لأن كل واحد منها أبرز لنا جانبًا خفيًا من قضية هوية الشخص.

ولأن الفلسفة أصلها السؤال، نختم بـ سؤال تأملي:
هل بتحديد الشخص لهويته سيمكنه من الحفاظ على قيمته؟


📌 ملاحظة: لا تكتب العناصر المظللة باللون الأصفر في منجزك الشخصي، وقد تم إدراجها للتوضيح فقط.
🧑‍🏫 مدونة نديروا اليد فاليد تتمنى لكم النجاح والتوفيق في امتحانات الباكالوريا.


📚 إذا كنت مهتمًا بمنهجية تحليل النصوص الفلسفية بشكل عام، يمكنك قراءة مقالنا المفصل:
🔗 كيفية تحليل النصوص الفلسفية



 عماد الدين زهير
عماد الدين زهير
من هو عماد الدين؟عماد الدين، مدون مغربي ومؤسس موقع نديروا اليد فاليد من أجل الحصول على البكالوريا، حاصل على شهادة البكالوريا في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية سنة 2015، كما نال شهادة الإجازة في القانون الخاص.جاءت فكرة تأسيس هذا الموقع من إيماني العميق بأهمية التضامن المعرفي، وسعيًا لمد يد العون لتلاميذ البكالوريا، عبر تقديم محتوى تعليمي يُسهم في تمكينهم من النجاح والتفوق الدراسي.
تعليقات